31 أكتوبر 2025

تسجيل

إرادة النجاح

22 مارس 2015

يقولون دائما إن أول الهزيمة والإحباط والفشل، أن تشعر أنك لن تستطيع الفوز، وبداية النجاح أن تشعر أن بإمكانك التغلب على الصعاب والوصول وتحقيق هدفك، حتى لو كان حلما بعيد المنال.وقيمة الإرادة تَكمنُ في أنَّ كلَّ إنسانٍ يتمنى أن يكونَ أفضلَ مما هوَ عليه، ولكن ما الذي يمنعهُ من أن يكونَ كما يتمنى؟ ضعفُ إرادته، لا أُبالغ إذا قُلت: إنَّ من أخطر الموضوعات المطروحة هذا الموضوع. يعني: من مِنّا لا يتمنى أن يكونَ من أعلى المؤمنين، من أكملهم إيماناً، من المتقين، من المُحسنين، ممن تَخلّقَ بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، ممن رزقهُ الله عملاً صالحاً، ممن أتقنَ صلاتهُ وعمله وصلة رحمه، ممن أنفقَ ماله في سبيل الله، ممن داومَ على ذِكرهُ، ممن طَهُرَ قلبهُ ، ممن أقبلت نفسه، لماذا؟ لماذا نحن دائماً دونَ ما نتمنى؟ لماذا هناكَ مسافةٌ بينَ ما نحنُ عليه وبينَ ما يجبُ ونحب أن نكونَ عليه؟لذا أرى أيضا أن المسؤولية مشتركة على الفرد مع نفسه أن يتحلى بصفات الإرادة والصبر والمثابرة حتى يتحقق له ما يريد ومن القائد العام، سواء كان رب أسرة أو معلم أو صاحب عمل أو مدير أو رئيس أو حتى ملك أو أمير تجاه من هم تحته أو دونه أو من هو ولي عليهم أن يكون محفزا لنجاحهم وانتصارهم، حتى لو كانت إمكانياتهم محدودة وفرص نجاحهم أقل، وفي ذلك تحضرني قصة تعبر عن ما ذكرت. " ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ اﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﻗﻄﻌﺔ ﻧﻘﺪ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺣﺮﺏ ﻳﺨﻮﺿﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺟﺎﺀﺕ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺠﻨﻮﺩ: "ﺳﻨﻨﺘﺼﺮ"، ﻭﺇﻥ ﺟﺎﺀﺕ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ: " ﺳﻨﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻬﺰﻳﻤﺔ ...".ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻠﻔﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﻈﻪ ﻳﻮﻣﺎً وجه (ﻛﺘﺎﺑﺔ)، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻣﺎً ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ وجه (ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ)، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺑﺤﻤﺎﺱ كبير ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﺼﺮﻭﺍ.ﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﺗﻠﻮ الآﺧﺮ. ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻟﺤﻈﺎﺗﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺘﻀﺮ، ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﺑﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ اﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺍً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: "ﻳﺎ ﺃﺑﻲ، ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻨﻚ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻷﻭﺍﺻﻞ ﻭﺃﺣﻘﻖ الاﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ".ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺍلاﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺇﻳﺎﻫﺎ، ﻓﻨﻈﺮ الاﺑﻦ في القطعة المعدنية على ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ فوجدها (ﺻﻮﺭﺓ)، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻠﺒﻪا ﺗﻌﺮﺽ ﻟﺼﺪﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ في ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍلآﺧﺮ أيضا (ﺻﻮﺭﺓ).ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻮﺍﻟﺪﻩ: "ﺃﻧﺖ ﺧﺪﻋﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻃﻮﺍﻝ تلك ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ الماضية! إﺫﺍ سوف ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻵﻥ ..ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺒﻄﻞ كان ﻣﺨﺎﺩعاُ".ﻓﺮﺩ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻗﺎﺋﻼً: "ﻟﻢ ﺃﺧﺪﻉ ﺃﺣﺪﺍً . . ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﻮﺽ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺧﻴﺎﺭﺍﻥ ... الاﻧﺘﺼﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .....ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ... ...*ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺗﺘﺤﻘﻖ ......إﺫﺍ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﻬﺎ **ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻳﺘﺤﻘﻖ ......ﺍﺫﺍ ﻭﺛﻘﺖ ﺑﻪ.ﻻ ﻧﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺎﻟﺤﻆ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭالإﺭﺍﺩة". وأخيراً إن الإرادة ببساطة كلمة مشتقة من كلمة (أريد)، وهي قوة كامنة في داخل ذواتنا، مصدرها الرغبة في التغيير للأفضل، وتحقيق شيء ما نطمح إليه ويبعث على الراحة أو يزيل شيئا سلبيا في حياتنا، والإرادة تبعث على التحرك والعمل، حيث تكون هي الشرارة الأولى بعد وجود الفكرة الأساسية.إذن النجاح بداخلك والفشل بداخلك، وعليك أنت فقط أن تختار، ومن أين تبدأ وسلامتكم.