18 سبتمبر 2025

تسجيل

رابطة المرأة القطرية وثقافة الاحتشام

22 مارس 2015

المرأة القطرية لا يمكن أن يوقف مسيرتها شيء ما دامت مصرة على تحقيق أهدافها لخدمة وطنها ليس فقط كونها موظفة في إدارات ومؤسسات الدولة ولكنها مواطنة تقدم كل ما لديها لتعطي هذا الوطن جزءاً بسيطاً مما قَدم لها، وأعطاها لتصل إلى مكان تقدرها فيه جميع المؤسسات الإقليمية والعالمية، وهي بذلك تستحق تلك المسيرة والعمل من قدوتها التي كانت لها الداعم الكبير من سمو الشيخة موزا بنت ناصر حرم الأمير الوالد حفظهما الله، ودعم وتشجيع من صاحب السمو أمير البلاد المفدى، لذلك نرى المرأة القطرية المتقاعدة من العمل الحكومي لم يقف عملها بل بدأ من جديد لرفع شأن وطنها واحترام تقاليده وعاداته المستمدة من ديننا الحنيف، فبدأت من خلال هذا المنطلق في تأسيس رابطة المرأة القطرية في عام 2011 بجهود تطوعية من أجل التواصل مع سيدات من مختلف الجاليات الموجودة في قطر لتعريفهن بالعادات والقيم الإسلامية التي يقوم عليها المجتمع القطري وذلك بالاستفادة من خبرات المنتسبات إلى الرابطة وتفعيل دورهن وتعزيز مشاركتهن في المجتمع. وتعمل هؤلاء السيدات على رصد الظواهر السلبية والشاذة في المجتمع القطري ووضع الحلول الممكنة من خلال حملة (اظهر احترامك)، لتفعيل قانون الاحتشام في قطر وذلك بعد تفشي رؤية السيدات الأجانب وهن في لباس خال من الحشمة في المجمعات والأسواق ومحاولة نشر ثقافة احترام تقاليد المجتمع وعدم خدش الحياء والالتزام باللباس المحتشم في الأماكن العامة.ولقد كانت سعادتي كبيرة في الدعوة التي تلقيتها من قبل سيدات الرابطة للتعرف على فعالياتها من خلال المعرض المقام في مدرسة حفصة وهو المعرض السادس للرابطة الذي يضم مشاركة جميع السفارات المعتمدة في قطر من خلال سيدات الجاليات فيها، وعرض لبعض منتجاتها في هذا المعرض، والذي يهدف إلى التعرف إلى هؤلاء السيدات ونشر الوعي بينهن للاحتشام والمحافظة على عادات وتقاليد المجتمع القطري والالتزام بالحد الأدنى من الحشمة وخاصة في المجتمعات والأسواق والأماكن العامة الأخرى.والرابطة تهدف من خلال هذه المعارض أيضاً تبادل الثقافات بين الشعوب وتبادل الزيارات، وهي تتخذ من الآية الكريمة (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) منهاجا لها.ولا شك أن مثل هذه الحملة (اظهر احترامك) تحتاج إلى الدعم والمساندة من مختلف الجهات، سواء كانت من أفراد أنفسهم من خلال الدعوة بالحسنى إلى الاحتشام بين أصدقائهم الأجانب وزملائهم في العمل، والمؤسسات الحكومية الاجتماعية، بالإضافة إلى دور الإعلام المهم في خدمة هذا الهدف السامي للحملة والقيام بتنظيم حملات توعوية باللغات المختلفة ومن خلال وسائل الإعلام التي تخاطب الجاليات، وشرح معنى أن يحترم القادم من الخارج عادات وتقاليد البلد الذي يعمل فيه ويوفر له كل وسائل الراحة لكسب رزقه، فليس كثير عليه أن يحترم عادات وتقاليد ودين هذا البلد احتراماً له وللشعب.كما أن للمؤسسة في القطاع الخاص دور مهم في الدعم المادي وكذلك التوعوي للعاملين معهم، وضرورة نشر ثقافة الاحتشام والستر بينهم.فكل حملة تحتاج إلى ذلك الدعم المادي لتوفير الوسائل المناسبة لجذب الأجانب للاحترام والاحتشام في المجتمع وتنظيم المعارض والفعاليات المختلفة التي تحث على هذه الثقافة المهمة.وإننا من هذا العمود نمد أيدينا إلى الأخوات القائمات على هذه الرابطة والحملة، وأؤكد انضمامي إليها والمساهمة بما لدي من قدرات في نشر هذه الثقافة، سواء إعلامياً أو شخصياً داعين الله عز وجل أن يكلل تلك الجهود بالنجاح والتوفيق.