18 سبتمبر 2025
تسجيلاحتفل العالم في شهر مارس الجاري بمناسبتين تخصان المرأة، أولاهما يوم المرأة العالمي والمناسبة الثانية عيد الأم.ورغم أن المرأة حاضرة على الدوام في جميع مناحي الحياة أم وزوجة وابنة وموظفة ومعلمة وممرضة وطالبة علم وفي معظم مجالات العمل، بل نراها تجمع بين معظم هذه الأدوار بلا كلل أو ملل، وفوق هذا كله يجب ألا تشتكي وتمتص غضب من حولها، وتتزين لتبدو جميلة حتى وهي في المطبخ.لكن أن يتذكر ويلتفت أحد حتى في يوم واحد في السنة ويهمس بأذن أمه أو زوجته أو أخته بكلمة تفرحها أو يفاجئها بهدية تدخل السرور على قلبها تنسيها الإحساس الثقيل بأن كل ما تقدمه واجب مسلّم به لا تستحق الشكر والثناء عليه.يوم المرأة الذي يحتفل به العالم في الثامن من مارس وتحصل فيه النساء في بعض الدول على إجازة من العمل لم يأت أيضاً بدون تضحية من المرأة فقد خرجت آلاف النساء في نيويورك في الثامن من مارس سنة 1908 في تظاهرات سلمية ضد ظروف العمل القاسية التي كن يعملن فيها، وحملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورد، حيث أطلقن على حركتهن الاحتجاجية شعار (خبز وورد)، وانحصرت مطالبهن بخفض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع، وتوالى الاحتفال في أمريكا في نفس اليوم في السنوات اللاحقة لتخليد ذكرى خروج النساء في تلك المظاهرات. وبعد نجاح التجربة الأمريكية تبنت النساء في بعض الدول الأوروبية المناسبة الاحتفالية في نفس التاريخ.حتى أصدرت الأمم المتحدة قراراً يدعو دول العالم لاعتماد يوم في السنة للاحتفال بالمرأة فقررت معظم الدول اختيار يوم الثامن من مارس يوماً للمرأة.أما عيد الأم، الذي يعد مناسبة يتذكر بها الأبناء تضحيات أمهاتهم ويحتفل كل منهم على طريقته بأمه. ويختلف تاريخ الاحتفال بالأم من بلد لآخر ففي الدول العربية يحتفى بالأم في الحادي والعشرين من مارس، حيث يعد هذا اليوم بداية فصل الربيع فصل النماء والخصب، بينما تحتفل به دول أخرى في تواريخ مختلفة.ويقال إن أول من اقترح الاحتفال بعيد الأم في الدول العربية الصحفي المصري الراحل علي أمين في مقاله بجريدة أخبار اليوم بعد أن وصلته رسالة من إحدى الأمهات تشتكي فيها من انشغال أبنائها وانصرافهم عنها بعد أن كبروا واستقلوا بحياتهم ونسوا تضحياتها عندما ربتهم وحدها بعد وفاة والدهم. لتجد الفكرة قبولاً لدى بعض الشرائح من المجتمع المصري، فأُقيم أول احتفال لتكريم الأم والاحتفاء بدورها العظيم وتضحياتها الكبيرة، وذلك سنة 1956.تستحق الأمهات أن يكرّمن ويحتفى بهن في كل يوم من أيام السنة وليس في يومٍ واحد فقط سرعان ما تغرب شمسه ويعود الأبناء لانشغالهم بأمورهم اليومية وانصرافهم عن أمهاتهم.