11 سبتمبر 2025
تسجيلبدم بارد أخرج "الطبنجة" وأطلق الرصاص، فأردى "دربكة" قتيلا مضرجا بدمائه في شارع بور سعيد في الدرب الأحمر.. كل ما في الأمر أن "دربكة" الذي يعمل سائقا على سيارة "سوزوكي" للنقل رفض أن يُجبر على تقاضي مبلغ لا يقبله من "زبون دموي" مقابل نقل قطع أثاث.. هذا الزبون لم يكن إلا "أمين شرطة" أو رقيب ينتمي لأحد أجهزة السيسي القمعية.لم يكن قتل الشاب محمد عادل وشهرته "دربكة"، والذي يبلغ 24 عاما من العمر ويستعد للزواج بعد شهر، أمرا غريبا على أجهزة السيسي الأمنية القمعية التي اعتادت أن تهين كرامة المصريين، فهذه الأجهزة الأمنية والعسكرية تحولت إلى عصابة تعيث في مصر فسادا، قتلت حتى الآن ما يزيد على 7000 إنسان وقامت بتصفية العشرات واغتيالهم، وتخفي قسريا ما يزيد على 1000 شخص.قتل الشاب "دربكة" الذي كان يعمل واصلا الليل بالنهار لجمع المال اللازم لزواجه ليس حالة فردية أو شاذة، بل حلقة في مسلسل مستمر، فلم يشفع لدربكة أنه ليس من ذوي التوجه السياسي لأنه مشغول بلقمة العيش أكثر من انشغاله بالدولة العميقة والجنرالات الفاسدين ورجال الأعمال الذين يستعبدون المصريين، ورغم ذلك فإن واحدا من زبانية السيسي قتله بدم بارد وكأنه يقتل "فرخة"، لأنه يطبق تعليمات الانقلابي الدموي السيسي الذي قال: "الظابط اللي هيموت متظاهر مش هيتحاكم". ولذلك طبق هذا المجرم "كود السيسي" بعدم الخوف من المحاسبة، رغم خروج زعيم الانقلاب ليطالب بإدخال تشريعات وسن قوانين جديدة لضبط الأداء الأمني في الشارع، طالبا من وزير داخليته عرض هذه التشريعات على مجلس النواب خلال 15 يوما.هذا السيسي هو المسؤول عن قتل محمد عادل "دربكة"، وعن قتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي قُتل بطريقة وحشية، وعُذب بطريقة همجية بربرية وقُطعت أذنه وأُطفئت السجائر في عينه وأُطلق الرصاص على رأسه من مسافة صفر، لأنه هو الذي أعطى هذه الأجهزة الضوء الأخضر للقتل بدم بارد.جريمة أمين شرطة السيسي وثقتها كاميرا أحد المحلات، وأثبت شهود العيان أنه قال للناس الذي احتشدوا لحماية "دربكة": "امشوا من هنا ومالكوش دعوة"، ثم أطلق النار عليه، وهو الرصاص الذي قالت الداخلية إنه أطلق بطريق الخطأ.وقالت مديرية أمن القاهرة في بيان رسمي لها: "حقيقة الواقعة تتمثل في أنه أثناء قيام رقيب شرطة من قوة النقل والمواصلات بصحبة أحد معارفه بشراء بعض البضائع من المنطقة بمحيط المديرية، وأثناء تحميل تلك البضائع بسيارة ماركة سوزوكى قيادة "محمد عادل إسماعيل" وشهرته "عادل دربكة"، حدثت مشادة كلامية بينهم قام على إثرها بإخراج سلاح ناري عهدته لفض الاشتباك، إلا أنه خرجت طلقة منه بالخطأ نتج عنها مقتل الأخير".. إذن المسألة ليست أكثر من خطأ لا أكثر، وهذا ما دعا الجماهير المصرية الغاضبة للتجمع والهتاف "الداخلية بلطجية".أما شهود العيان وأقارب الضحية فقالوا: "أمين شرطة أخرج سلاحه الميري وأطلق رصاصة صوب رأس السائق الشاب، أدت لقتله في الحال، ما دفع أهالي المنطقة وأصدقاء السائق للتجمهر على الفور". ليس هذا فحسب، فقد تم سلب 5000 جنيه كانت في جيبه أيضا، ما دعا الحشود إلى محاصرة أقسام شرطة عابدين والسيدة زينب والدرب الأحمر. عمة الضحية لخصت - باكية - الحال من أمام مسجد السيدة زينب قبل تشييع جثمانه فقالت: "تقتلوه ليه حرام عليكم، غلبان بيشتغل على عربية مش بتاعته عشان ياكل عيش ويعيش، وكمان يتيم".