25 نوفمبر 2025
تسجيللأول مرة في تاريخ قطر "تفنيش" أو الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين غير القطريين دفعة واحدة وفي فترة وجيزة جدا وبالأخص الموظفون أصحاب الرواتب الصغيرة من العرب والآسيويين.تم الاستغناء عنهم دون مقدمات ولا إنذارات ولا لفت نظر مسبق.. انما هي الرياح العاتية التي لا تبقي ولا تذر..عمال بسطاء وفراشون ومزارعون ...فنش !!. لماذا ...؟ هل يمكن ان يتوظف قطريون على وظائفهم..؟!.البلدية والبترول والصحة والأوقاف وغيرها من الوزارات والمؤسسات اقتلعت المئات من موظفيها..فجأة يجد الموظف أنه تم الاستغناء عنه.. ومنهم حتى لا علم له.. انما هو التخبط ..!!.موظفون أكفاء خارج الخدمة.. تلك هي العشوائية وتصفية الحسابات بين الكبار على حساب الأبرياء الصغار..!!لنأخذ على سبيل المثال مؤسسة حمد الطبية ..تم الاستغناء عن المئات من الموظفين مابين 1000 - 800 عن طريق لجنة تم تكوينها لتقوم بهذا الدور في المؤسسة وبأسرع وقت..وأنني أتساءل ..هل تم الاستغناء عن هذا العدد الكبير لعدم حاجة المؤسسة لهم وهم انما مجرد عمالة زائدة؟ اذا كأن الجواب بنعم فهناك فساد إداري كبير في تعيينهم ويجب تفنيش ومحاسبة المسؤول عن توظيفهم فورا.هل الاستغناء بسبب التقشف وانخفاض أسعار البترول؟واذا كان الجواب بنعم.. فأقول ما هكذا تورد الإبل..؟.من المفترض أن يتم الاستغناء عن الموظفين الأكبر سنا وممن قارب الستين وهذا لم يحصل.. وبسبب التقشف يفترض التضحية بأصحاب المرتبات الكبيرة بالاستغناء او تقليل الرواتب بدل استمرارهم في الحصول على العلاوات الخاصة وعلاوات غلاء المعيشة (ماركة الاوانس) وغيرها ..وبسبب التفنيش وبمنطق العدالة يجب الاستغناء عن الموظفين الأقل كفاءة وليس موظفين تقديراتهم ممتازة. التقشف لا يعني الاستغناء عن الموظفين وانما يعني تخفيض المصروفات وعدم التبذير وان وصل الأمر الى الرواتب فيمكن ان تستقطع بعض العلاوات منها، هذا هو المعنى الحقيقي للتوفير او التقشف.هل فكرت اللجنة الموقرة بالخدمات المقدمة للمواطن والمقيم بسبب هذا العدد الهائل من الموظفين وبخاصة في الكادر الطبي والتمريضي؟نحن في وضع تم الغاء التأمين الصحي من المواطنين وسيزداد الضغط فيه على المستشفيات والمراكز الصحية فكيف سيكون تصرفكم بعد هذا الاستغناء المروع؟نعم ستقولون سيتم توظيف غيرهم.."وين اذنك ياحبشي"كيف يتم الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين والمؤسسة قادمة على افتتاح ثلاثة مستشفيات جديدة؟!لقد تم رصد ميزانية ضخمة فقط للشركة التي تقوم باختيار أكثرمن 3000 موظف جديد (طريقة أخرى لهدر المال العام) وكأن إدارة الموارد البشرية بالمؤسسة غير موجودة حتى تتعاون مع شركات توظيف لم تنتج شيئا للمؤسسة..!!.التوفير هو البقاء على نفس الموظفين والاستفادة من خبراتهم ولو بتخفيض بحد أقصى 25% من رواتبهم لمن يرغب الاستمرار بالعمل.لماذا لا تتم دراسة الحالة الاجتماعية لكل موظف خلال هذه الفترة وإعادة من لديهم ديون يصعب تصفيتها حتى مع المكافأة أو ممن لديهم أبناء في المدارس والجامعات أو ممن لديهم ارتباطات مهمة داخل قطر وخارجها بدل الذبح الجماعي دون رأفة ولا مسؤولية ستنعكس تداعياتها على الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم في المجتمع القطري. .لماذا نثير بلبلة وما قد يتسبب ذلك من تضخيم في بعض الوسائل الإعلامية الخارجية وتأثير على الاقتصاد ومعاناة كبيرة للموظفين الذين تم الاستغناء عنهم .. حتى وصل بالبعض منهم الى الأمراض النفسية الخطيرة وعرضة لدخوله السجن في أي وقت..؟!.ندعو الله أن تمر تلك الظروف العصيبة على الموظفين المنتهية خدماتهم دون شر وان تعود الامور الى نصابها وان تتحقق تطلعات القيادة الحكيمة للبلاد من أجل رؤية مستقبلية واعدة.