18 سبتمبر 2025

تسجيل

أفضل الأصحاب الكتاب

22 يناير 2015

إن الإيمان وقود الحضارة الإنسانية ومن غير هذا الإيمان لا تتحرك مركبة الحضارة ،فعلى درب هذه التوجيهات الإسلامية في رفع الإسلام لمنارات العلم وشعار المعرفة ،فلقد كان المنهج النبوي يعتمد على إعداد جيل يفكر ويفهم ويبدع ولا يقف عند حد حفظه المسائل والمعارف ثم ينساها ،فالمرء الناجح هو الذي يحقق نجاحا علميا عاليا يكسبه في أعين الناس مهابة إجلالا وتقديرا فيكون عنصرا فعالا في وطنه فينفع نفسه وينتفع به الناس من حوله فيرفعه ذلك إلى أعلى مراتب المجد والشرف ما دام يمثلها في إخلاصه وجده ودأبه ،وما دام ينطلق من الروح التي أشاعها الإسلام في جو العلم إذ جعله فريضة يتقرب بها فاعلها إلى الله ويتخذ من العلم وسيلة لمرضاته سبحانه وتعالى فيعلم أن الكتاب يطوي العالم بين دفاته يجتاز الحدود كلها ليعبر إلى عقول الآخرين يفك قيود عقل الإنسان لينطلق إلى مرابع الحياة، يصنع ويبني ويؤسس أوطانا فقد هذب عقله وجعله ذواقا بناء واضح الأهداف والمرامي، لذلك فخير جليس في الزمان الكتاب لأنه الصديق الذي لا تمل من رفقته يعطيك بلا سأم ولا ضنن. فالكتاب هو الباب الذي يقودنا إلى جنة العلم ونعيمها والفرار من جحيم الجهل ودركاته، لأن القراءة تبعث العزيمة وتحرك همم الشجعان وتصلح سوء الخلق ،فللقراءة سحر تروض النفوس الغاضبة وتطمئن القلوب الحزينة ،فعندما يقرأ المرء يكون كالشجرة المثمرة تعطي مثلما تأخذ فبالقراءة تفتح طرق نفع المجتمع عن طريق البحث والبناء فإن هذا المداد الأسود هو خير لباس يرتديه العقل، ففيه يصعد الإنسان إلى مرتبة العظام الكرام فدوحة الخير و العطاء تبذل ما في وسعها لنشر الثقافة و القيم على ربوع أرضها الطاهرة، فهي تواكب النهضة وتسعى إلى الرقي فتنمي العقل و الفكر بمختلف الفنون و الثقافة وترتقي بهما على طريق العلم و المعرفة، فعلى صعيد الأيام الماضية التي عشناها من خلال معرض الكتاب الذي حمل بين طياته رسالة سامية لنشر الوعي و الفكر بين أبناء الوطن ،فديننا الحنيف هو الدين الوحيد على ظهر المعمورة الذي يدعو إلى الحضارة والرقي والتقدم ،فقد أهتم بالحث على طلب العلم وحب التعلم فكانت أول آيات القرآن الكريم نزولا على رسوله صلى الله عليه وسلم هي قول الله تعالى :(اقرأ باسم ربك الذي خلق )العلق:1,ومن مظاهر هذا التكريم أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه اعتبر الطريق الذي يسلكه طالب العلم للتعلم طريقا موصلا إلى الجنة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ) رواه مسلم فعلى درب هذه التوجيهات الإسلامية في رفع الإسلام لمنارات العلم وشعار المعرفة، فمعرض الكتاب من الوسائل التي تنشر العلم بين الناس و تجعل الكتاب في متناول الجميع وإنه يعد من أعظم وسائل الثقافة و المعرفة فالكتاب يعرف قيمته أصحاب العقول النيرة الذين يسعون بحثا عن المعرفة و حبا في التعلم ,فهو حبيب نأى مزاره و شطت داره وهو المسامر الذي لا يبتدئك في حال شغلك و لا يدعوك في وقت نشاطك و لا يحوجك إلى التجمل له، الكتاب هو الجليس الذي لا تمله والصديق الذي لا يغريك و الرفيق الذي لا يملك و الناصح الأمين الذي لا يستذلك ،فهو باب الثقافة و المعرفة الذي نستطيع به أن نعيد بناء صرح حضارتنا الشامخة التي بناها الأجداد بعرقهم و جهدهم فكان لها السبق و الريادة.إن أمتنا العربية هي رائدة الحضارات بما تحمل من عقيدة هي أرقى العقائد لأنها تساهم و تساعد في بناء الإنسان الفكري و الوجداني و هي عقيدة علم تحترم العقل و تدفعه دفعا حثيثا نحو العلم والمعرفة و هي عقيدة خلق إنساني معتدل كريم يتجافى عن الإفراط في الحب و التفريط في الواجب ،وهي عقيدة تشريع يدفع إلى اليسر و يتوخى المصلحة و مصلحة الإنسانية كلها من غير محو لفضائل الشعوب و خصائص الأمم و قضاء على كرامتها فإننا أصحاب روحانية إيجابية بناءة و روحانية إلهية تلازم المرء في ميدانه بل تنقله من كمال إلى كمال و تذكره بالله الذي خلقه و الأرض التي درج عليها و الناس الذين يعيشون معهم و عبوديته لله رب العالمين .