11 سبتمبر 2025
تسجيلوهاهي تقليعة جديدة بدأت تزداد بالظهور في مجتمعنا وهي حفلة "ما قبل الزواج" أو"دش العروس" أو"حفلة توديع العزوبية"، تقيمها بعض بناتنا اليوم قبل حفل الزواج بفترة قصيرة تقليداً للغرب. أول ما بدأت هذه التقليعة بالظهور كانت في مدينة بروكسل ببلجيكا ثم أمريكا، كندا، أستراليا، ونيوزيلنده في 1890م وتحفظت عليها بريطانيا في ذاك الوقت. يحكى أنها بدأت بفتاة فقيرة لا يملك أهلها تزويجها فدعت أهل الحي لحفلة قبل الزواج وطلبت أن تأتي كل واحدة منهن "بهدية" لها لتُعينها على تجهيز نفسها وحفلتها، وكذلك هي لمن لا يقبل والدها تزويجها فلا يدفع لها ما تجهز به نفسها وحفلتها. ثم أصبحت من عاداتهم وتقاليدهم ودخلت العادة للطبقة الغنية فأقامتها على مستوى عال بعيدا عن هدفه الأصلي. قد يلبس المدعوون في الحفلة (ونحن نقلدهم) "قميص وبنطلون بلون واحد" يتفقون عليه. وما ان وصل للعرب حتى أدخلن فيه المسابقات والـ "دي جي" ومستقبلا سيدخلن الفنانين وقد تصبح عندنا من الضروريات التي يجب أن يتكفل بها "المعرس"! يُدعى للحفلة عند الغرب أهل الحي والصديقات، وعندنا يدعين الخالات والصديقات فقط "عسى ماشر أشفيهم العمات ماتعزمونهم!؟"أما الرجال الغربيون فحفلة توديع العزوبية عندهم يدعى لها الأصدقاء فقط، فيشربون ويؤجرون راقصة تعري ليحتفل بآخر لحظات العزوبية ثم يتلقى الهدايا. ولعل العينية أو العانية التي أندثرت تقريبا هي أقرب لفعلهم الفاسد إلا أنها طيبة الفعل حيث يُعان فيها "المعرس" على تكاليف الزواج الباهظة. وأحمد الله أن شبابنا لم يتقلدوا حفل توديع العزوبية كما فعلت الفتيات، فلماذا يأتي التقليد كله من المرأة؟! ألهذه الدرجة يعتقدن أننا بحاجة لتقليدة جديدة نعتادها؟ ما معنى توديع العزوبية عند الفتاة المسلمة؟ إن كانت الغربية تظل متزوجة لباقي عمرها، فاللأسف محاكمنا تشكي كثرة الطلاق منه للزواج، أتودع العزوبية كفتاة لتعود كمطلقة مثلا!؟ خفوا علينا بس، ليتك تتقلدين وتعتادين أمراً طيبا. فهل نريد أن يكون"البراديل شور" جزءًا من عاداتنا وتقاليدنا!؟ ثم الأهم يا بنات: لماذا لا تتقلدن عاداتهم بتكاليف الزواج كاملة!؟ فأغلب شعوبهم ليسوا بأغنياء وحفلاتهم بسيطة؛ لذا أقترح على كل عروس تقيم حفلة البراديل شور أن تكمل التقليد بأن لا تُكلف الزوج بمهر عال فالغربية مهرها خاتم، وألا تشترط "شبكة" فالغربية لا تطلبها، وألا تكلف الزوج بحفلة للخطوبة أو الزواج أو تكلف أهلها/زوجها حفلة الحناء، فالغربية تحتفل إحتفالا واحدا تعينه وتدفع معه تكاليفه، وتجلس العروس مع المدعوين وليس على كوشه، ولا تطلب أثاثا كثيرا فهي تسكن غرفة بها حمام وتجهز على مدى السنين بمشاركة زوجها، ولا تطلب خادمة وسائقا وفيلا قبل دخول بيتها، فهي السائق ومن يخدم زوجها ويخدمها وتهتم ببيتها وأبنائها.قال صلى الله عليه وسلم:"لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جُحر ضب لسلكتموه قلنا: يارسول الله اليهود والنصارى قال فمن" والسنن تعني المنهاج والعادات.همسة لكل عروس:ما الهدف من حفلة توديع العزوبية يا بنات!؟ إن إتباع الغير دون دراسة ووعي إنما هو جهل فادح، وتقليل من قيمة عاداتك وتقاليدك، فإن كنتِ مصرة على تقليدهم فكوني عادلة وقلدي تكاليف زواجهم أيضا ولا ترهقي زوج المستقبل بها.همسة لوالدي العروس:أمتلك الغرب تعليمنا ومدارسنا وبيوتنا وأسواقنا ومجتمعنا وأشخاصنا فشابهناهم في كل شيء، وأصبحنا نقبل منهم برضى أي شيء دون تفكير ووعي، فأخذوا عقولنا وشدوا أبصارنا وجعلونا نسلك طريقهم فرحين وراضين دون أدنى تفكير للرفض. ألا يجب أن نفكر كمجتمع مثقف غير جاهل في أي عادة نريد تقليدها وإكتسابها إن كانت تناسب ديننا وقيمنا ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا؟ أليس بكم فرد عاقل يوجه إبنته للحق!؟وأخيرا سيستمر التقليد.دمتم في حفظ الله ورعايته