15 ديسمبر 2025
تسجيلفى صيف عام ١٩٩٨، سجلتنى والدتى الغالية فى دورة للقادة الصغار، تنعقد يومياً فى فندق الشيراتون، وكنشاط لهذه الدورة، تم عمل رحلة لجميع الأطفال المشاركين الذين كنت من ضمنهم، الى دار صحيفة الشرق القطرية.. وجدنا ترحيبا من الكثير من الصحفيين العاملين فيها، والكثير من الابتسامات المتوجهة نحونا، قُمنا بجولة حول جميع المكاتب واستمعنا الى شرح سيدة تعمل فى دار الشرق، لا أذكر الا أن اسمها كان "فوزية"، شرحت لنا نشاطات الصحيفة بأسلوب راق ولطيف.. لأول مرة يدخل الى قلبى الحماس، وأنا أسمع أصوات لوحات المفاتيح فى المكاتب التى تكتب أخبار الغد، والنشاط الذى كان لا يتوقف فى الدار.. كانت تلك اللحظة.. هى اللحظة التى وقعت فيها فى حُب الصحف عامة، والشرق خاصة..كان عمرى وقتها ١٠ سنوات فقط، فى فترة الصيف بين الصف الرابع والخامس ابتدائي.. وكانت صورتى فى تلك الصورة الجماعية لجميع الأطفال المشاركين فى رحلة دار الشرق.. هى أول صورة لى تنشرها جريدة.. ومازلت احتفظ بنسخة، لذكرى مازالت فى بالي، لأنها لم تكن رحلة عادية، بل رحلة كانت هى بداية الشغف الذى جذبنى الى أصوات لوحات المفاتيح، ورائحة الصحف.كانت بدايتى مع الشرق غلافا من تصويرى فى أحد ملاحقها عام ٢٠٠٩، وبعدها انضممت فى عام ٢٠١٠ لأكتب فى ملحق شبابى بعمود شهرى لمدة ثلاثة شهور ليتوقف هذا الملحق بعدها، ليجد قلمى نفسه تائهاً لفترة، مُفتقداً للياقته.. حتى عُدت للشرق الرئيسية بشكل رسمى بعمود أسبوعى عام ٢٠١٢، بعد ١٤ عاماً من زيارتى لها كطفلة، لتكبر هذه الطفلة، وتصبح كاتبة فى المكان الذى أشعل شغفها، وحماسها، حتى وصلت هنا.أفكارنا وأحلامنا فى طفولتنا، هى مميزة جداً وتفوق أفكارنا كبالغين، لأننا كأطفال لا نعرف المستحيل، ولا نعرف التوقف.. بل نعمل كل ما يجب، لنحصل على ما نريده بشدة.ان أحلام الطفولة لا تموت، بل تنام فى قلوبنا، وتغفى فى ذاكرتنا.. لتستيقظ يوماً من الأيام، وتجد نفسها حقيقة.