16 سبتمبر 2025

تسجيل

المأساة الإنسانية الكبرى في الموصل

21 ديسمبر 2016

وسط دخان المعارك الرهيبة المحتدمة في الشرق وفي حزام الأزمات الانفجارية الممتد بين حلب الذبيحة والموصل الجريحة، تدور مآس إنسانية عظمى لا يغطيها الإعلام العالمي، ولا يعلم عنها العالم شيئا!، وفي مدينة الموصل التي تدور فيها وحولها معارك دموية استنزافية كبرى تعثرت معها القوات العراقية الحكومية والميليشيات المتجحفلة معها في حرب استنزاف دموية مكلفة لم يتم الالتفات لمعاناة المدنيين الإنسانية التي دخلت ضمن أطر تجاوزت بكثير كل حكايات المآسي الإغريقية الأسطورية!، أهل الموصل بين المطحنة السلطوية ومفرمة عناصر تنظيم الدولة الذين يمارسون رعبا دمويا وضغطا نفسيا على السكان لا يفوقه في البطش والإرهاب إلا ممارسات العصابات الطائفية الشيعية التي تقصف المدنيين بلا رحمة ووفق مشاعر عداء طائفية مريضة لا يمكن لها أن تكون ضمن استراتيجية عسكرية لصالح العراق ومستقبله!، تنظيم الدولة بدوره يمارس إرهابا وقمعا على المدنيين متهما إياهم بالردة والتخاذل! رغم كونهم لا يملكون ما يقيهم من الجوع والعطش ولا يجدون الوقود اللازم لتحريك عجلاتهم بعيدا عن نيران المعارك المحتدمة التي أصبحوا وقودا لها، معاناة المدنيين الموصليين فاقت كل ما هو متوقع لعوالم الجحيم، وتعثر العمليات العسكرية جعلهم يلجأوون لشرب مياه المجاري والمستنقعات، أما من نجح منهم في الوصول للمخيمات التي أقامتها السلطة فقد واجهوا قمعا طائفيا كما عانوا من قلة الخدمات بل سوئها وحتى انعدامها، فالفوضى العراقية الشاملة وسوء إدارة العمليات العسكرية وعدم كفاءة الإدارة الحكومية قد فاقمت معاناة المدنيين الذين يواجهون كوارث إنسانية حقيقية يتجاهلها العالم ويغض الطرف عنها فيما يسير العراق بثبات نحو الكارثة!