17 سبتمبر 2025
تسجيلاليوم الوطني لوطننا الغالي ليس مجرد يوم مبهج يسعد فيه الصغير والكبير، المواطن والمقيم ، وليس مجرد يوم ترتدي فيه الدوحة البهيجة حلة الفرح والفخر والمجد وحسب ، وإنما هو يوم الدروس والعبر من تاريخ خالد ومشرق ومنير عن رجالات سطروا في صفحات التاريخ أحداثاً من ذهب وإخلاصاً وولاءً من فولاذ.عن رجال حملوا أرواحهم على أكفهم من أجل أن يشيدوا دولة واعدة صاحبة مبدأ وشرف منذ جمع المؤسس القبائل وحارب ، منذ أرتوت أرضنا الطيبة بدماء ذكية طاهرة. إن اليوم الوطني هو يوم الولاء والحب ، يوم يلتحم الشعب مع قائده ورأينا كيف صافح سمو الأمير تميم بن حمد الجماهير المحبة الملتفة حول القائد في لحظة إعلان بيعة وإنتماء تتجد دائما وأبدا. وكيف فتحت قلوبها العاشقة لسمو الأمير الوالد سمو الشيخ حمد بن خليفة الذي علت ثغره إبتسامة الإمتنان لهذه الجموع الغفيرة التي أعلنت الوفاء والتقدير لرجل بنى وأسس قطر الحديثة.وكما يؤكد القائمون على اليوم الوطني في رسالتهم عن أهمية اليوم لنا كأهل قطر في وجوب الإلتزام برسالة الأَوَّلِينَ الأبطال الذين لقَوْا عنَتًا شديدًا ودفعوا ثمنًا باهظًا في سبيل الوحدة كما نشعر بأنّ وفاءَنا لِبُناة وحدتِنا يُحتِّم علينا المُضِيَّ قُدُمًا في جعْل أنفُسِنا ومؤسَّساتِنا وجامعاتِنا وإعلامِنا مناراتٍ للعِلم والصَّلاح، وفي تعميمِ الخيْر على جميع بَني البشر. فلدينا نماذجُ رائدةٌ ومُلهِمة كان لها دورُها في كتابة تاريخ المنطقة بأبهى حُلَله، وفي إشاعةِ الحريّة والعدلِ؛ وهو ما ينبغي لنا الحفاظُ عليه حيًّا في أذهاننا، وتطويرُ أثَره في أجيالنا الصاعدة.إعتزازنا باليوم الوطني يتطلب منا تجديد الولاء لتراثنا والتكيف مع العصر الحديث ، تلك الأجزاء منها التي هي أفضل وأكثر فائدة لنا ، يجب أن نسعى إلى ضمان التقدم ، ولكن دون التخلي عن هويتنا العربية والإسلامية إعتزازنا باليوم الوطني يتطلب أيضا أن نعتمد على أعلى مستوى من المسؤولية الشخصية والمجتمعية ، لا يمكن لأمة التقدم ما لم يتمسك شعبها بقيمها الأساسية، والعمل معا لنبني عليها ، وتحقيق تطلعات مؤسسيها ، المواطنة الجيدة والصحية تعني المسؤولية والمشاركة .إن الإنسجام والوحدة بين الناس ، الذين يستوفون كافة الأدوار البناءة في المجتمع ، تحقق الثروة والسعادة في الحاضر والمستقبل لجميعنا.إعتزازنا باليوم الوطني يتطلب منا تطوير وتحسين علاقاتنا مع الدول الأخرى لتمكين وطننا للعب دور فعال في بناء عالم من الخير وحسن النية ، والسلام بين الأمم ، القيم التي ورثناها من الشيخ جاسم بن محمّد آل ثاني ومن أسلافنا يعزز عزمنا على إبقاء بلدنا التي لا تقهر، داعية للإصلاح، مدافعا عن المظلومين ، وحافزا لتسوية النزاعات ونشر السلام إن شاء الله، وسنكون قادرين على تحقيق هذه الأهداف النبيلة لأننا - قيادة و شعب - في وئام ، متحدين ، وفيٌ كامل المعرفة للتراث المحلي والعربي والإسلامي والعالمي الملقاة على عاتقنا من قبل الشيخ جاسم منذ فجر البلاد المجيدة.ومن رأى المسير الوطني وعزيمة الرجال البواسل حماة الوطن والجموع الغفيرة التي حضرت الى مكان الإحتفال قبل أن تشرق الشمس والآلاف التي تقاطرت على درب الساعي والذين مشوا في مسيرة الليل للتعبير عن الفرح والحب ومشاهدة الالعاب النارية ودوي الموسيقى من السيارات بكافة اللغات ، كُلٌ هذه ظواهر ، تستحق منا الدراسة ، فالكل شارك ليس قطريين فقط ، سيدرك عظمة هذا الوطن الكبير بالحب والعطاء.وأخيراً جميع من يعيش على ثرى هذه الأرض الطيبة ، أرض قطر ، واستنشق هواءها ، وأكل من خيراتها وأعطاها من جهده شعر أن هذا الحفل حفله وان الولاء يشمله وهذا معناه ببساطة إن العدل مظلته ، فأحب هذا الوطن الطيب المعطاء وأحب رحابة صدر أهله فاللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار وأدام بين أهلها الحب والسلام وأعز قائدنا وشعبنا إنك نعم المولى ونعم النصير.