16 سبتمبر 2025
تسجيلالخطوط الجوية القطرية.. من منا لم يسمع بهذا الاسم المجلجل الذي يحوي أسطولاً من الطائرات واسماً عريقاً يكفيه فخراً أن يتضمن حروفاً تتشكل باسم قطر ليقف بعدها احتراماً وتمثيلاً لدولة لها مواقفها وشخصيتها المتفردة الواضحة من قضايا عدة لا سيما قضيتنا الأبدية تجاه فلسطين؟!.. اليوم لن أتحدث عن (مساوئ) هذه الشركة التي تتحكم بالتجوال الدولي لنا في قطر، وتكاد تستولي على باقي خياراتنا في تحديد خطوط سيرنا خارج خطوط الطول والعرض لدولتنا العزيزة قطر.. فهذه المساوئ تحدث فيها الكثيرون ولا يزالون يدلون بها ولا مجيب أو مستمع، لأن الأقلام هنا في قطر تعودت أن تلقي ما يثقل كواهلها لمجرد التخفيف وليس انتظار ما يمكن أن يتحرك به المعنيون بما يكتبه هؤلاء لتغيير شيء مان إلا بالطبع من رحم ربي وهداه!.. اليوم أتكلم عن شيء ربما يستعظمه البعض ويستصغره آخرون وربما تنبأ بعضكم من إشارتي الأولى لفلسطين بأن هناك رابطاً مباشراً بين (القطرية) و(فلسطين) رغم عدم وجود ما يربطهما في الحقيقة، لأن الأولى لا تحط على أرض فلسطين ولا تملك الثانية مطاراً من الأساس!..ولكن تبقى فلسطين حقيقة حتى وإن غشيها الظالمون وتنكر لها العرب الباقون وسقطت عمداً أو سهواً من خريطة الوطن العربي التي ترسمها الخطوط القطرية (بمزاجها) دون رقيب أو حسيب، ولغاية ربما تكون مكشوفة وهي استرضاء متطلبات الحداثة العالمية التي تقول ان ما يسمى بفلسطين هو في الحقيقة إسرائيل وما كانت تدعى بالعاصمة القدس هي في الأصل تل أبيب.. فعلى شاشة العرض التي تحدد مسار الرحلات الخاصة بطائرات (القطرية) برز اسم (إسرائيل وعاصمتها تل أبيب) على خريطة (فلسطين) في خط المسار المتجه من قطر إلى الأردن وكأن المسالة حُسمت وباتت فلسطين إسرائيل والقدس تحولت إلى تل ابيب.. فمن أعطى الحق للمسئولين بهذه الشركة العملاقة التي تحمل اسم وشعار وهوية قطر بتسمية الأشياء على غير حقيقتها؟!..منذ متى كان لإسرائيل وجود على خريطة الوطن العربي حتى نمسح اسم فلسطين ونقدم إسرائيل كدولة معترف بها لركاب القطرية من جميع جنسيات العالم غدوة ورواحاً؟!..أليست (القطرية) تابعة لدولة قطر وتمثل سياستها التي أثبتت قطر فيها عروبتها وتمسكها بفلسطين في حقها المشروع بإقامة دولتها وعاصمتها القدس الشريف؟!..فوالله إنها (بجاحة وقوة عين) أن نعتبر إسرائيل دولة وننهي المسألة على إنها محسومة عربياً ودولياً رغم انها قضيتنا الأبدية، حتى وإن تناساها العرب ونساها الغرب وماطل بها مجلس الأمن وتلاعبت بها الأمم المتحدة.. ولا تقولوا إنها (مسألة تافهة) وإنني مازلت أردد ما كنت أردده وأنا صغيرة (فلسطين بلادنا) وعلي أن أستيقظ في ألفية جديدة باتت تؤكد للعالم أن لإسرائيل وجوداً حقيقياً بيننا وان لها دولة وكيانا وشعبا مسكينا يلقى هو الآخر القتل على أيدي الفلسطينيين الذين يعدونهم في الخارج إرهابيين وننكر عليهم الدولة والأرض وحفظ العرض.. لا ياهؤلاء، لست واهمة كما إنني صغيرة على مرض الزهايمر لأنسى ان فلسطين دولة حتى وإن باعتها السلطة وقايض بها العرب لنيل الرضا الأمريكي والتراضي مع المؤسسات الدولية التي يهمها حقيقة أن يكون لإسرائيل وطن ويصبح للفلسطينيين دويلة!.. ولذا على الخطوط القطرية أن تغير ما يمكن تغييره بضغطة زر صغيرة وتعيد للفلسطينيين كرامتهم في وطنهم حتى وإن كانت حروفاً يظنها البعض صماء لكنها في الواقع تنطق وتقول للناظر إليها أياً كانت جنسيته: أنا أمثل دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشريف ويحق لي أنا أجاور أشقائي حتى وإن كانوا (سماسرة) في حكاية بيعي وطمسي من الذاكرة..على (القطرية) أن تتوافق مع الموقف القطري الذي يعبر بكل صراحة عن مناصرة الشعب الفلسطيني فكيف يتناقض هذا الموقف مع سفيرة قطر لأقطار العالم في إبراز إسرائيل على إنها صاحبة الأرض الفلسطينية، والواقع ان هذه المدعية تحتل فلسطين منذ أكثر من نصف قرن؟!.. حرام عليكم والله فنحن نطلب الشكل فقط.. نحلم بأن تكون لنا هيبة ظاهرية عوضاً عن الخيبة المريرة التي تؤكد في الألفية الثالثة أن هناك وطناً لايزال محتلاً والاعتراف بالمحتل يأتي من أقرب الناس إليه.. أعيدوا لنا اسمها وخطوط الرسم المتقطعة التي تشكل أرض فلسطين في قلب الأمة العربية، وضعوا نقطة كبيرة سوداء على جانب فيها واكتبوا القدس ودعونا نتمتع برحلات جوية طيبة لا يؤذي فيها اسم إسرائيل نواظرنا ولا يدفع بآهات الحسرة المكتومة أن تنطلق من أفئدتنا المكلومة!..دعونا نقول اننا يمكن أن نغير مسارنا يوماً إلى مطار القدس الدولي وتكون (القطرية) الناقل الحصري إليه!..أما الآن فعلى هذه الخطوط الوطنية أن تعتذر وتغير الخطأ الفادح الذي لربما يكون وراءه أصحاب مقل زرقاء تفتقر دينياً وتاريخياً إلى معنى أن يلصقوا إسرائيل بنا وينفوا فلسطين خارج سربنا، وربما كان ذلك متعمداً تحت غياب رقيب قطري عربي مسلم!.. نحن ننتظر! فاصلة اخيرة: يارب.. دعنا لا نظلم هذا الوطن فقد كفاه ظلم السنين وهوان القريب فنسلبه اسمه ورسمه.. يارب كن معه لأننا لم نرض ان يكون معنا!