13 سبتمبر 2025
تسجيلاستعرض لكم بمناسبة احتفالات اليوم الوطني المجيد يوم العز والكرم فيلم أبناء البحر الذي يمثل تاريخ آبائنا وأجدادنا في مهنة الغوص التي كانت في الماضي تمثل تاريخاً ناصعاً يعرف به الرجال من أبناء الخليج، وذلك من خلال عرض تجربة فريق قطري حاول الوصول إلى "هير سطح" بعد عدد من المراحل تعرفوا خلالها على مهارات الأجداد في مهنة الغوص. والفيلم مدته ساعة وست دقائق حملت في طياتها الكثير من عبق الماضي مجسدة في صورة جميلة جسدها أحفاد من صنعوها في الماضي في ملحمة تتواصل عبرها الأجيال على أرضنا الطيبة قطر، وتدور أحداث الفيلم حول 6 من الشباب يشاركون في رحلة للغوص تمتد على مدار أسبوعين بهدف إحياء العادات البحرية لأجدادنا الذين عاشوها في ذلك الوقت، وقد صور الفيلم مجموعة الشباب خلال رحلتهم التي يتجهون خلالها من الدوحة إلى جزيرة حالول شرقاً لاستكشاف أسرار الحياة البحرية ومن ثم الاتجاه جنوباً إلى جزيرة شرعوه مرورا بـ (هير سطح) في طريق العودة إلى الدوحة، مستخدمين (البوم) وهو قارب تجاري يصل عمره إلى أكثر من 80 عاماً. وعرض الفيلم من خلال الأحداث الدرامية مواقف الحياة اليومية التي يعيشها البحارة خلال رحلاتهم في البحر، كما عاشها أجدادنا في الماضي خلال رحلاتهم بحثا عن اللؤلؤ الذي كان يعد المصدر الرئيس للعيش لمعظم أهالي قطر وباقي بلدان الخليج العربي خلال القرن الماضي. وخلال المرحلة الأولى من الرحلة التي بدأت من الدوحة وانتهت بجزيرة حالول والتي تبعد 70 ميلاً بحرياً عن الدوحة واستغرق الوصول إليها يومين بـ (البوم) عانى خلالها البحارة الشباب من قسوة الحياة التي كان يكابدها أجدادنا في رحلاتهم البحرية، وأثناء وجودهم في حالول خاضوا سلسلة من المواقف التي وضعتهم في تحدٍ مع قدراتهم البدنية خلال تدريبهم على أسس الغوص وتقنياته، حيث ركز مدربهم على وصول البحارة الشباب إلى الغطس لمدة 3 دقائق إلى عمق (الهير) الذي يصل إلى ارتفاع مبنى مكون من 6 طوابق مع تحمل الضغط تحت سطح البحر، ليتسنى لهم الانتقال إلى المرحلة الأخيرة من الاختبار لتحمل البحارة لصعوبات الغطس والتمكن من تقنياته كما تمكن منها الأجداد، وبعد 3 أيام من رسوهم على جزيرة حالول تحرك البحارة نحو الجنوب متجهين إلى جزيرة "شرعوه" التي تبعد نحو 45 ميلاً بحرياً عن حالول إيذانا ببدء المرحلة الثانية من الرحلة، حيث قرر النوخذة أن يسبق العاصفة المتوقع وصولها إلى موقعهم مساء يوم التحرك، وأثناء تحرك البوم إلى "شرعوه" هبت العاصفة قبل الموعد الذي توقعه النوخذة فقام البحارة على الفور برفع الأشرعة كما تعلموا حتى لا تجرفهم الرياح العاتية، وبسبب قوة الرياح تمزق الشراع قليلا، ومن ثم قرر النوخذة أن يقوم البحارة بربط الشراع بالحبال كي لا يتمزق أكثر، لكن الحبال بدورها لم تستطع الصمود أمام قوة الرياح فقرر النوخذة تخزين الشراع وطلب المساعدة وأصبح البوم بذلك في مهب الريح، وخلال ذلك قدم "سنبوك" لتقديم المساعدة حين رأى بحارته معاناة البوم الذي وقع أحد بحارته في البحر بسبب اصطدام الأمواج العاتية والرياح القوية بالبوم، وبعد ذلك سحب السنبوك البوم حتى جزيرة "شرعوه" التي تعد بداية للمرحلة الثانية من الرحلة. وبعد الوصول إلى "شرعوه" أقلت طوافة تابعة لسلاح الجو الأميري البحارة الشباب إلى موقع أكبر هو حطام لسفينة تسمى "العد الشرقي" والتي تقع على بعد 30 ميلا من الجزيرة وهي رحلة تستغرق مدة يومين على ظهر البوم، وكان بانتظار البحارة في موقع الحطام مدربهم خالد الحمادي، وفي تلك الأثناء تعذر هبوط الطوافة فاضطر الفريق إلى القفز من الطوافة في البحر. وبوصولهم إلى الموقع بدأت المرحلة الثانية من الرحلة التي تهدف إلى الوصول للحطام وإزالة شباك الصيد العالقة بالحطام والتي أثرت على البيئة البحرية، وبذلك وصل الفريق إلى منتصف الطريق "إلى نهاية الرحلة" التي تقصد الوصول إلى (هير سطح) مقصد البحارة الذي يقع غرب "شرعوه". وتستمر الأحداث في التدفق حتى وصول البحارة إلى (هير سطح) الذي يعتبر الهدف الرئيس للرحلة، حيث سيغوص البحارة حتى قاع الهير لجمع اللؤلؤ كما كان أجدادنا يفعلون، وباستخدام المعدات القديمة غاص البحارة إلى الأعماق وجمعوا محار اللؤلؤ على سطح البوم، وفي صباح اليوم التالي قاموا بفتح المحار بحثا عن اللؤلؤ حيث وجدوا مجموعة متنوعة الأحجام من اللؤلؤ، وفي نهاية تلك المرحلة استقبل البحارة الوالد إبراهيم المريخي الذي يعد آخر البحارة الذين أخذوا الغوص مهنة لهم وكان ذلك إذانا بنهاية رحلة البحارة وعودتهم إلى الدوحة بعد أن اكتسبوا العديد من الخبرات المهمة حول مهارات الأجداد في مهنة الغوص، وقد ترسخت هذه التجربة الثرية في وجدان الشباب.