18 سبتمبر 2025

تسجيل

الـســويــكــة

21 نوفمبر 2021

السيناريو السنوي الذي يعيد نفسه في منطقة سيلين أصبح مكرراً عند الجميع سواء من مرتادي تلك المنطقة أو ممن ينتظر بقلق سماع أخبار عنها أيا كان نوع تلك الأخبار، فعند تغير الجو في الأيام القادمة يتطلع أهل الخليج للتخييم في الصحراء، ويتسابق أهل قطر نحو إنشاء العنن والمخيمات على صورها المختلفة وأحجامها المتباينة، وهي عادة سنوية مشى عليها أهل الخليج وتوارثوها أبا عن جد، واختلفت صور العنة أو المخيم عما كانت عليه سابقا؛ فتمت إضافة تحسينات حديثة ذات رفاهية قد تحيل الهدف منها إلى مباهاة ومفاخرة في درجة الجودة أو صور الكمال. ويعتبر التخييم فرصة للبُعد عن الحياة المدنية والاختلاء بالطبيعة واستنشاق الهواء النقي مما يسبب السعادة الداخلية، فضلا عن ممارسة الرياضة الحرة كالمشي أو كرة القدم أو كرة الطائرة، مما يسهم في تعديل الحالة المزاجية واكتساب فيتامين دال وزيادة روح التقارب الاجتماعي مع الأصدقاء أو الأهل. بعض الأسر لديهم حالات خاصة ويحتاجون معها إلى التعامل مع طلعات البر بطريقة استثنائية، فالأسر التي يكون أحد أفرادها أباً كفيفاً أو جدة مقعدة أو حتى لديهم عاملة قد جاءت للتو إلى قطر، إن أسر الأطفال ذوي الإعاقة يحتاجون إلى التخييم أكثر من غيرهم، لأن ذلك يساعدهم في التخلص من الضغوط التي يتعرضون لها طوال الأسبوع أو العام، وهم أيضا يحتاجون إلى الحرص الشديد في متابعة أبنائهم من ذوي الإعاقة. ويتطلب التواجد في البر وسائل ترفيه مختلفة، كما يتطلب تأمين الجانب الغذائي والصحي، وكذلك الخدمات اللوجستية المساندة، بعض الأخوة المخيمين يقومون بخطوات أخرى مثل إقامة الحفلات أو الدعوة لولائم الغداء أو العشاء أو تحويل العنة إلى مجلس يومي أو أسبوعي. الناس الذين يعتبرون التدخين حرية شخصية يدخنون في البر بطريقة فيها أريحية كبيرة سواء أكان التدخين للسجائر العادية أو الإلكترونية أو حتى الشيشة أو السيجار أو أحيانا السويكة. وقد تكون هذه الممارسات غير مرغوبة في الأحوال العادية، إلا أنها في مدارس التعليم تعتبر جرماً ومخالفة في حق النظام العام وفي حق تربية الناشئة، إن مسؤولية القطاع التعليمي ترتقي من نقل المفاهيم العلمية إلى بناء شخصية الفرد من جميع الجوانب النفسية والعلمية والبدنية والعاطفية والأخلاقية والدينية، هذا الأمر يتطلب حرصاً على سلامة الأبناء من السلوكيات غير المرغوبة في جميع المراحل، حتى وإن كانت تلك السلوكيات هي تناول السويكة التي يخبئها الطالب في ملابسه بطريقة احترافية صعب الوصول إليها. والسويكة مادة مخدرة توضع في الفم لفترة من الزمن عن طريق لصقها في تجويف الفم، ويتم لفظها خارجاً أو يتم ابتلاعها، هذه المادة لها تأثير سلبي على الدماغ واللثة وبطانة الخد وحواف الأسنان وقد تكون سبباً من أسباب سرطان اللسان، وعند مضغها أو بلع مائها يشعر الفرد بنوع من التخدير في كامل الجسم. والسويكة هي تجميع من أوراق التبغ المسحوق مخلوط مع مواد كيماوية مثل كربونات الصوديوم ورماد ورمل ومخلفات الإنسان والحيوان، هذه الخلطة تسبب زيادة في إفراز اللعاب وتؤدي بمستخدمها إلى البصق المستمر أو البلع، ولكن بسبب سعرها المتواضع فإنها قد تكون متاحة للجميع بمن فيهم المراهقون أو الأطفال. وهذا الأمر بالطبع يدق جرس إنذار عام في المدارس الإعدادية والثانوية. آخر المطاف: الرقابة المدروسة على الأبناء سواء الذكور منهم أو الإناث هي فرض عين على جميع المربين من أولياء أمور أو معلمين أو حتى الأصدقاء أنفسهم في سبيل حماية الأجيال من الآفات المختلفة بما فيها السويكة، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. همسة: في بعض المواقف الحياتية يجب ألا نكتفي بقلب الصفحة، بل باستبدال الكتاب برمته. خلك جريء.. دمتم بود. [email protected]