12 سبتمبر 2025

تسجيل

خطوط الموت العربية؟

21 نوفمبر 2016

لم يسبق للعالم العربي أن عاش وضعا ممزقا ومهلهلا وحافلا بالكوارث والنكبات والمآسي أكثر من الحالة الراهنة، وحيث تتجاور المآسي العربية لتشكل خطا نيرانيا مشتعلا، فالقصف الروسي والسوري المتوحش والإرهابي على الشعب السوري في حلب الملتهبة يتحاور في حوار الدم مع القصف الوحشي الذي تتعرض له مدينة الموصل العراقية، وحيث تتفاقم معاناة المدنيين العراقيين لتشكل مع معاناة أشقائهم السوريين صورة سوريالية مجنونة لأوضاع عربية هي القمة في البؤس والترهل والخنوع والإذلال! لقد سقطت حدود سايكس- بيكو مع أفواج اللاجئين المرهقين الذين تشكل معاناتهم المتفاقمة صورة واضحة للعالم العربي الممزق! ليس معقولا بالمرة كل هذا الصمت الرسمي العربي عن إفراط القوى الدولية الكواسر بالإيغال في قتل المدنيين وتشريد الآمنين واستعمال مختلف الأسلحة الإرهابية المحرمة دوليا ضدهم بذريعة (محاربة الإرهاب)، والذي هو شعار حق أريد به باطل! فمن يقاتل من أجل الحرية وطرد الاستبداد وترسيخ قيم الحرية والخير والجمال لا يمكن أن يكون إرهابيا، كما أن القوى الدولية القادمة من خلف الحدود لا يمكن أن تحمل الخير للشعوب التي لا تتلقى منها سوى شحناتها القاتلة والداعمة لأنظمة الإرهاب والقتل والدمار، ثمة خارطة للموت الجماعي العربي باتت تتشكل في العالم العربي، والعالم الحر يصمت صمت القبور عن المآسي والآلام، لابد من لجم آلة الحرب العدوانية الروسية القذرة، وهي ترسم خرائط الموت والدم والدمار، ولابد للعالم العربي من التحرك الفاعل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!.. فهل سنرى الضوء في نهاية النفق؟