20 نوفمبر 2025

تسجيل

تفاءلوا بالخير تجدوه

21 نوفمبر 2016

أستاذ جامعة اسمه ريتشر كيورت، يعمل تجارب نفسية على الفئران، في إحدى تجاربه قام بإحضار مجموعة من الفئران ووضع كلا منها في إناء زجاجي كبير ممتلئ إلى منتصفه بالماء، وكان الإناء زجاجيا حتى لا يستطيع الفأر التعلق بمخالبه والقفز خارج الإناء. أخذ ريتشر يحسب الوقت الذي سيستمر فيه كل فأر في السباحة ومحاولة الخروج قبل الاستسلام للغرق. بالطبع يوجد اختلاف بين كل فأر وآخر، لكن في المتوسط كان الفأر يحاول لمدة 15 دقيقة تقريباً ثم يستسلم للغرق.قام ريتشر بإعادة التجربة لكن مع بعض التغيير، حيث إنه حينما يرى الفأر في لحظاته الأخيرة وأنه على وشك الاستسلام يقوم بإخراجه من الإناء وتجفيفه ويتركه يستريح لبعض الوقت، ثم يضعه مرة أخرى في الإناء!.فعل ذلك مع كل الفئران ثم أخذ يحسب متوسط الوقت،أعاد التجربة في المرة الثانية، علما بأن متوسط الوقت في الأولى هو 15 دقيقة.كم تتوقعون أن يكون متوسط الوقت في المحاولة الثانية؟.أكثر من 60 ساعة!. ساعة وليس دقيقة!. هناك فأر استمر لمدة 81 ساعة تقريبا!تحليل التجربة هو أن الفئران في المحاولة الأولى فقدت الأمل بسرعة بعد أن تأكدت أنه لا سبيل للخروج، بينما في المرة الثانية كانت لديها خبرة سابقة بأن هناك أملا، وأنه في أي لحظة قد تمتد لها يد العون لتنقذها، لذا استمرت أكثر في انتظار تحسن الظروف.مثل هذه القصة تتكرر كثيرا في كتب التحليل كدليل على أهمية الأمل والتفاؤل، بغض النظر عن التحليل المذكور لنتيجة التجربة وما يقولونه عن أهمية الأمل.هناك نقطة أود إلقاء الضوء عليها هي مدى ارتباط القدرة الجسدية بالحالة النفسية، الأمر خطير فعلاً، قد ينام شخص ما عدد ساعات كافيا من النوم، ومع ذلك لا يريد الاستيقاظ للذهاب للعمل! ويشعر أنه ليس لديه طاقة لذلك.في حين أن شخصا آخر قد ينام ساعة واحدة ثم يقفز من سريره بسرعة للتحضير لرحلة ممتعة مع أصدقائه!.قد تجلس أمام الجهاز تظن أنه ليس لديك قدرة على العمل وليس لديك ما يكفي من الطاقة، في حين أن الحقيقة أن لديك ما يكفي ويزيد، لكنك فقط ليس لديك رغبة في العمل على ما هو مطلوب منك في تلك اللحظة.معظم البشر يستطيعون بذل مزيد من الجهد عندما يجدون التشجيع. ويتوقفون عن العمل عندما لا يجدون التقدير الكافي.هذا أمر خطير جداً ذهنك يفرض قيودا على قدرات جسدك، أو على الأقل يوهمك بوجودها. ولذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم-يعجبه الفأل، والشريعة جاءت بالتحذير من التشاؤم، وورد في القرآن النهي عن الحزن، وعلل ذلك ابن تيمية بأنه لا ينفع ومالا ينفع لا يأمر به الشرع.مثل هذا المعنى متكرر كثيرا فيما كتبه ابن القيم -رحمه الله- في المدارج وفي مفتاح دار السعادة وفي طريق الهجرتين وغيرها. الحُزن يُضعفُ القَلب، و يُوهنُ العزم، و يضر الإرَادَة، ولا شَيء أحبُ إلى الشّيطان من حُزن المؤمن. فتفاءلوا بالخير تجدوه!.