14 سبتمبر 2025
تسجيلأغار ذات يوم الصعلوك حريم على إبل للشاعر الجاهلي عمرو بن بَرَّاقة وعلى خيل له فذهب بها.. فأتى عمرو امرأة كان يجالسها ويتحدث إليها ويزورها، فأخبرها بما كان من الصعلوك حريم، وقال لها إنه يريد الإغارة عليه واسترداد خيله وإبله التي سرقها، فحذرته من ذلك وقالت له: ويحك لا تتعرض لتلفات حريم فإني أخافه عليك، فلم يسمع منها وخالفها وأغار على حريم، واستاق كل شيء له وقال في ذلك:تَقولُ سُلَيمى لا تَعَرَّض لِتَلفَةٍولَيلُكَ عن ليلِ الصعاليكِ نائمُوكيفَ يَنامُ الليلَ مَنْ جُلُّ مالِهِحُسامٌ كَلَون المِلحِ أَبيضُ صارِمُوفيها يقول:متى تَجْمَعِ القَلبَ الذكيَّ وصارِماًوأَنفاً حَميّاً تَجْتَنبكَ المظالمُوَمَنْ يَطْلُبِ المالَ الممَنَّعَ بالقَنَايَعِشْى ذَا غِنىً أَو تَخْتَرِمهُ المخَارِمُوكنتُ إذا قَومٌ غَزَوني غَزَوتُهمفهل أنَا في ذَا يا لِهَمْدَان ظالمُفلا صُلْحَ حتى تَعْثُرَ الخيلُ بالقَنَاوَتُضْرَبُ بالبيضِ الرِّقاقِ الجَماجِمُمُتَّهم بسرقة الشعر ..كان ابن العريف يتهم صاعد اللغوي بسرقة الشعر ونسبته إلى نفسه.. وذات يوم جمعهما مجلس المنصور بن عامر، وبينما هم جالسون في ذلك المجلس إذ أُدخلت على ابن عامر وردة لم تتفتح بعد ولم تزل في أكمامها، فلما رآها صاعد قال ارتجالاً:أَتَتْكَ أَبَا عامِرٍ وردةٌيُذَكِّرُكَ المِسْكُ أَنفاسَهاكَعذراءَ أَبصرها مُبْصرٌفَغَطَّت بأَكمامِها راسَهافَسُّر ابن عامر سروراً كبيراً حيث ثبت لديه أن صاعد ليس من سارقي الشعر..وبما أننا جئنا على ذكر الورد فإنه يحكى أن يوسف بن هارون الرمادي نزل ذات يوم على بني الأرقم، فقدم أحدهم إليه باقة ورد، فأخذ ابن هارون وردة وَقَبَّلَها وقال:يا خُدودَ الحُور في إخجالهاقد عَلَتها حُمْرَةٌ مُكْتَسَبهْاغتربنا أنتِ من بَجَّانَةَوأَنا مُغْتَرِبٌ من قُرْطُبَهْواجتمعنا عند إخوانِ صَفَابالنَّدَى أموالُهم مُنْتَهَبهْإنَّ لَثمي لك قُدَّامَهُمليس فيه فعلةٌ مُسْتَغْرَبَهْلاجتماعٍ في اغترابٍ بينناقَبَّلَ المغْتَرِبُ المغْتَرِبَهْوقال ابن سهل الأندلسي في الورد:الأرض قد لبست رداءً أَخْضَرَاوالطَّلُ يَنْثُرُ في رُباها جَوْهَرَاوكأَنَّ سَوْسَنها يُصافحُ وَرْدَهاثَغَرٌ يُقَبِّلُ منهُ خَدًّا أَحْمَرَاوسلامتكم..