14 سبتمبر 2025
تسجيلكلمة حق أسيفة وحزينة لابد أن تقال عن هذه القلة المنحرفة من الشباب والرجال العرب الذين نراهم اليوم وهم يمارسون ذبح الأبرياء بدم بارد.. وتدمير المنشآت باسم الله.. يفعلون هذا في كل الأبرياء الذين ترميهم الصدف غير المواتية في طريقهم.. قلة منحرفة وجاهلة تعيث فسادا في الأرض. جاء آباؤهم وأجدادهم إلى هذه المهاجر بطوعهم واختيارهم بحثا عن حياة أفضل لهم ولأبنائهم من بعدهم. ولم يكن قد دار بخلدهم أنهم سينجبون أجيالا من المجانين الذين يشعلون حروبا عبثية تقضي على الأخضر واليابس. ويتنكرون لكل قيم الحق والمروءة والشهامة التي عاش عليها الآباء والأجداد في أوطانهم الأصلية. نعم، لقد نشأت هذه القلة وترعرعت بعيدا عن البيئات التي نشأ فيها آباؤهم وأجدادهم. ولكنها بيئات حاضنة هي الأخرى لنفس القيم الإنسانية المشتركة: قيم العدل والمرؤة والتداعي لإغاثة الملهوف. ألم تعش هذه القلة المنحرفة من فيض هذه المجتمعات التي تحقد عليها اليوم وتحاربها. وتزهق الأرواح فيها بدم بارد. تفعل هذا ضد نفس المجتمعات التي آوت آباءهم وأجدادهم وأكرمتهم يوم وفدوا عليها هاربين من البطش والاضطهاد.. ومن فقرهم وعوزهم، فاحتضنتهم بترحاب. ووفرت لهم الأمن الذي افتقدوه في أوطانهم. وقدمت لهم معينات الحصول على العيش الكريم، من تعليم حديث، وتأهيل مهني، وتدريب. وكان قمة العطاء أن منحتهم جنسياتها. فأصبحوا مواطنين من الدرجة الأولى يتمتعون بكل المزايا التي يتمتع بها أبناء البلد الأصليون.. ويتمتع بها أبناؤهم وأحفادهم من بعدهم. أيادٍ بيضاء مشرعة، مدت لهم في غير من أو أذى. وصدور منشرحة رحيبة تؤثر حاجة المحتاج على حاجتها إن لزم الأمر.. ولكن الزمن غدار. والأيام دول. مضى جيل المروءات وحفظة الجميل من المهاجرين الآباء. وجاءت أجيال المنتكسين الجهلاء ليشاهد العالم في ذهول جنونهم يمشي على ساقين في الأسواق. جنون باسم الله، وباسم الدين.. ما أكبر الخسارة.. وما أبشع!