10 سبتمبر 2025

تسجيل

عزوف الشباب عن الزواج

21 نوفمبر 2011

كان الزواج المبكر علامة منتشرة في القرن الماضي، وظاهرة معروفة، فما ان تبلغ المرأه البلوغ حتى يأتيها نصيبها حفاظاً على الاخلاق وخوفاً من الفساد، وتبدأ بالاستقرار في بيت زوجها، وفي عمرها الصغير تنجب الأطفال، وما ان تصل الثلاثين من عمرها وقد أصبحت (جدة)، كم كان الماضي جميلا بكل عاداته وتقاليده. في تلك القرون كان أمر الزواج سهلاً وليس معقداً وصعباً، ولم تكن الأسر تطلب (المهر الكبير)، كانت مهورهم (حفظ القرآن الكريم)، وبعض الدنانير، والاخر يشترط حفظ بعض الاحاديث النبوية، وها هم عاشوا بسلام وأمان حفظوا الله فحفظهم الرب تعالى وأسعدهم. أما اليوم فقد تغيرت العصور وتغيرها ليس بالايجابي بل (سلبي)، واصبحت الأسر تشترط شروطاً تعجيزية امام من يتقدم لابنتهم، وكل ذلك تواكب مع نمطية التغيرات التي طرأت على العادات والتقاليد بل والتطورات التي تسمى (بمواكبة العصر) ونحن في الاول والاخير لسنا مقتنعين بها. ان الاسلام لم يحدد للزواج (سناً) معيناً، بل حث الشباب على الزواج المبكر، لما يترتب عليه من حفظ الفرج، ولكن للاسف الشديد لا نجد من يقوم بالتشجيع المبكر على الزواج، تغيرت الحياة اليوم، ومعها تغيرت تربية الاباء للابناء، ترعرع الابناء على الاعتماد على الوالدين، حتى انهم قد نسوا ان هذه الارواح قد تطير يوماً لبارئها فعليهم عدم الاعتماد الكلي على الوالدين، بل محاولة اخذ جزء من المسؤولية وتفهم معاني الحياة وللاسف الشديد ايضاً انهم لا يفهمون هذا الوضع بل احتضنوا الدنيا وقشورها، ورموا اللب فاصبحت المظاهر تسيطر على عقولهم، وكما نرى اكثرهم قد ضاع بين الهوى وملذاته.. ان تأخر الزواج له خطورة فادحة تكمن في (كثرة الامراض النفسية والاخلاقية — زيادة المعاصي — الوقوع في الفواحش — وما خفي كان اعظم) حفظنا الله وابناءنا من كل سوء. اصبحت اسباب العزوف عن الزواج وعدم الاقبال عليه اسبابا كثيرة منها: 1 — انخفاض مستوى الدخل مما يجعل البعض يفكر ملياً انه غير قادر على تحمل اعباء الحياة (اعتقد ان هذا السبب ليس له وجود اليوم خاصة في مجتمعنا القطري، حيث لله الحمد الدخل اصبح قوياً الا عند البعض)، ولو توكلوا على الله وعلموا ان الله هو الرزاق والزواج بحد ذاته هو (رزق) لما غضوا النظر عنه، قال تعالى (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (سورة النور — 32 ). 2 — قلة القنوات الفضائية التي تحث الشباب على الزواج والسرعة في اختيار الفتاة المناسبة ذات الدين. 3 — كثرة المهور وطلبات (اهل العروس)مما يجعل الشباب يقومون ببناء علاقات محرمة لتصريف طاقاتهم الجنسية، ولو كان هناك من يعينهم لما وجدنا اكثر الشباب فاسداً (الا من رحم الله). 4 — الطلاق والمشاكل الزوجية جعل الشباب يخافون من خوض تجربة الزواج، وهي ليست بتجربة ولكنها حياة جديدة لا يقبل عليها شباب اليوم. هناك الكثير من الاسباب التي نعلمها ولا تخفى علينا، ومنها للاسف الشديد بعض الفتيات يرفضن السكن مع (اهل الشاب)، ناهيك نسيناهن انهن غداً ستُرزقن بذرية ويأتي من يقوم بتفرقيهم عنهن، و(الدنيا دواره). فكرة: لماذا لا تقوم الدولة والجهات المختصة بفتح مركز لتشجيع الشباب على الزواج، بشرط ان الحالات التي تتقدم بالتسجيل في هذا المركز يجب ان تكون قابلة لبعض الشروط التي من حق المركز ان يحددها، ومن هنا يقوم بالبحث عن الاحوال التي يتوجب مساعدتها، وحبذا لو يقوم بفتح باب (الزواج الجماعي) الذي كان منذ فترة ليست بقصيرة، فهذه الامور والمساعدات لها حافز كبير، وهي التي تبث الافراح في البيوت التي تتمنى الستر، ولكن الظروف حالت بينها وبين ارادتها. [email protected]