21 سبتمبر 2025

تسجيل

المؤسسة القطرية لرعاية المسنين

21 نوفمبر 2011

الكثير من الدول تحبذ وجود مثل تلك المؤسسة المهمة في مجتمعاتها، وكلنا يعلم أن للمسنين واجبات وحقوقاً يجب أن تراعى وتصان، حيث إن البعض تخلى نوعاً ما عن الاهتمام بوالديه ولم ينفذ الأوامر الربانية في هذا وذلك، ولتعلل البعض بالمشاغل الدنيوية حرصت دولة قطر كغيرها من الدول على إنشاء هذه المؤسسة لتساهم مشكورة في إيجاد دار لإيوائهم، وكذلك للتخفيف من معاناتهم الصحية والنفسية وإتاحة الفرصة لبعض المسنين الذين يعيشون في كنف عائلاتهم للالتقاء بأصدقائهم وتبادل الأحاديث مع الآخرين خارج نطاق المنزل وسط جو ترفيهي وصحي مراقب من قبل اختصاصيين متمكنين. ويعمل الأخوة والأخوات القائمين على هذه المؤسسة على ألا تطول فترة إقامة المسنين لديهم طويلا ويطمحون لان يقل عددهم، سواء كان باستطاعة المسنين الاعتماد على انفسهم او بمعرفة أهلهم بطرق العناية بهم، وإن تطلب الأمر زيارتهم في منازلهم، حيث إن المؤسسة توفر خدمة الاعتناء بالمسن وهو في منزله. وتقيم المؤسسة العديد من البرامج والرحلات الترفيهية للمسنين، وكذلك تجذب إليهم بعض المؤسسات والإدارات ذات الخدمات المجتمعية وغيرها لتؤدي لهم برامج ترويحية وتنشيطية تهدف إلى مشاركتهم وإدماجهم بالمجتمع حتى لا يشعر المسن بالعزلة والانطواء وتزداد عليه الأمراض العضوية والنفسية. المؤسسة في نظري تحتاج إلى شيء من التطوير في اقسامها المختلفة لكي ترفع من مستوى الخدمات المقدمة إلى تلك الفئة العزيزة علينا، التي توليها الدولة كل اهتمام وتقدير. خلال زيارتي للمؤسسة لاحظت وكأنني في مستشفى مصغر أو قسم من مستشفى حمد بنفس طريقة الغرف وتوزيع المرضى وغير ذلك مما يكون في المستشفيات، وكنت أتمنى ألا تقدم هذه المؤسسة خدمات تقدم في مستشفى حمد أو أي مؤسسة أو إدارة مشابهة وان كان هناك مرضى ينقلوا للمستشفى أفضل، وأن تركيز مثل هذه المؤسسة أو غيرها على جانب آخر يكون لها فيه البصمة الواضحة والتميز وإلا ستضيع المال الوقت والجهد، ومهما قدمت من خدمات ستكون الأفضلية في المؤسسة الأم. مبنى المؤسسة يفتقد القاعات الكبيرة ذات المستوى الراقي من الخدمات الصحية أو الترفيهية، حيث إنني توقعت أن يكون لدينا نحن في قطر خدمات مثالية على مستوى المصحات العالمية، التي توفر أحواض السباحة المختلفة والمناطق الصحية والعلاج الفيزيائي والثيربي والأماكن الترفيهية المتعددة والمساحات الخضراء، والتي تريح النفس، كل ذلك يلامس أمواج البحر ليستعيد المسن الذكريات الجميلة، ولم لا؟ فالدولة لديها الامكانات ولله الحمد لأفضل من ذلك وليس أسباير ببعيد، والخدمات لن تقتصر على من هناك فقط بل لكل من يأتي من المسنين من المنازل للعلاج أو الترفيه وستكون الخدمات المتميزة عامل جذب لأهل قطر من كبار السن والمتقاعدين وغيرهم. لا توجد بالمؤسسة منطقة جيدة لاستقبال الزوار أو مجلس مجهز بكل الخدمات وتتوافر فية الضيافة، ولا يسمح بالزيارة إلا في الفترة الصباحية. بعض المسنين هناك لا تعجبهم الوجبات الصحية التي تقدم لهم ويشعرون وكأنهم مرضى وفي المستشفى بشكل دائم ويريدون الوجبات القطرية مثل (العيش مع السمك أو المجبوس أو المحمر..الخ)، وعلى استعداد لشرائها والمؤسسة تخشى عليهم وتقدم لهم وجبات مشابهة للمستشفى، وانني اعتقد بأنه يجب أن يؤخذ العامل النفسي في الاعتبار ولو مرة في الأسبوع أن يأكلوا ما يشاءون فإقامتهم دائمة فيجب أن يراعى هذا الأمر مع قليل من المراقبة. قاعات العلاج الطبيعي في المؤسسة جيدة وينقصها بعض الأدوات، وكذلك قلة المرتادين لها، حيث يمكن أن تشغل بمريض واحد فقط في اليوم، وهناك عدد كبير من الممرضين والمساعدين لخدمته، فلماذا لا تعمل المؤسسة على استقطاب مرضى آخرين في حمد للاستفادة من الخدمات وإشغال الموظفين والقاعات وتقليل ضغط مواعيد العلاج الطبيعي في المستشفيات. المسنون بحاجة إلى تأمين الخدمات الخاصة بهم في بعض الإدارات والمؤسسات، وكذلك المساهمة في توظيف القادرين منهم على العمل المناسب، الذي بدوره يساهم في إدماجهم أكثر في مجالات الحياة المختلفة. أعتقد بأن المؤسسة تحتاج إلى العمل بهيكل تنظيمي شامل تتضح به الإدارات وليس رؤساء أقسام فقط، كما هو حاصل الآن، وكذلك وضع الخطط والاستراتيجيات المنظمة لعملها بعيداً عن المركزية والتداخل الذي يحصل في عمل بعض أقسامها مما سينعكس إيجابيا على الموظفين ويرفع المعاناة عن البعض منهم وسيؤدي إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة بها. أتمنى التقدم والنجاح للمؤسسة القطرية العامة لرعاية المسنين وأن يكون لها المبنى الذي يحلم به الجميع مع فروع خارجية لتغطي جميع المسنين وفي أماكن وجودهم، وكذلك تقديم أرقى وأفضل الخدمات.