12 سبتمبر 2025
تسجيلالمعركة الجارية في الموصل بين تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من جهة والتحالف الدولي المكون من 60 دولة ومعها قوات حكومة بغداد والميليشيات الكردية وميليشيات الحشد الشيعي وميليشيات الصحوات، تهدف إلى إعادة رسم المنطقة على أسس جديدة، بعد انتهاء مدة صلاحية حدود سايكس – بيكو التي رسمها الاستعمار البريطاني الفرنسي الروسي قبل 100 عام. سيكون التأسيس هذه المرة على قاعدة تركيع الأغلبية العربية المسلمة لصالح التحالف الشيعي بقيادة إيران والغرب وروسيا، وتوطيد أركان الشرق الأوسط الجديد الذي تسيطر عليه الأقليات العرقية والدينية بدعم من القوى الاستعمارية الجديدة "أمريكا وروسيا، والقديمة "بريطانيا وفرنسا" والدول الطامحة لنفوذ دولي "ألمانيا والصين". وإدخال الأغلبية في سرداب الغياب التاريخي.الحرب في الموصل تعني أن التفاهمات الإيرانية- الروسية – الأمريكية- البريطانية – الفرنسية – الصينية – الألمانية، وضعت موضع التطبيق العملي، بعد أن كانت مجرد تصريحات أو مخططات على الورق، وهذا بالضبط ما اغضب تركيا التي عاملها الجميع على أنها امتداد لدولة "الرجل المريض" وهو ما انتفض ضده الرئيس أردوغان ليعلن أن تركيا سوف تدافع عن مصالحها في سوريا والعراق وأنها ستتدخل في معركة الموصل ولا تنتظر إذنا من احد. هذه الرسالة التركية إعلان من ولادة حالة جديدة وأنها لمرحلة ما بعد الدولة العثمانية، وأنها مستعد للقتال ضد "الأشرار" من أجل إثبات أنها بصحة جيدة.الخاسر الأكبر في هذه المعركة هم المسلمين العرب، الذين ضاعوا بين الأمم، قسم منهم يقاتل من الجو مع التحالف لنصرة الحشد الشيعي على الأرض، وقسم آخر، وهم الصحوات، يقاتلون على الأرض مع الحشد الشيعي، وقسم ثالث يقاتل مع "داعش"، فيما يقبع غالبية المسلمين العرب في الموصل، والعراق كله، بين حدود السكاكين التي تقطع الرؤوس.