14 سبتمبر 2025
تسجيلكعادة كل الطغاة في العالم تبدأ الأمور بطريقة تمهيدية وغير مباشرة لجس نبض الشعب ثم تتطور تدريجيا لتشمل حالة هيمنة وسيطرة مطلقة بعد أن ينفلت الإستبداد من عقاله و تشيد دولة الدكتاتور الواحد الأحد الذي لاراد لمشيئته ولا مناقش لقراره ولا كابح لنزواته!!... إنها الدكتاتورية الرثة وهي تعيد تشكيل ذاتها من جديد في عراق مهشم عامر بكل أصناف الاستبداد و المستبدين و المنافقين و القتلة والمجرمين الذين تحولوا في ليل أسود لقادة ميامين و لمجاهدين ورعين ، ولدعاة للفضيلة و الطهارة وهم أبعد الناس سلوكا وممارسات عن ذلك التصنيف! ، لقد ظهر مؤخرا في معرض بغداد الدولي الصنم الأسود الأول لرئيس الحكومة العراقية الفاشلة و الناقصة شكلا و مضمونا نوري المالكي! وكان تمثالا نصفيا وصنما صغيرا بين تماثيل عديدة عرضت لأعمال سجناء عراقيين عرف أحدهم طبيعة العقلية السلطوية المتوارثة منذ العهود السابقة وتحديدا منذ عهد ملك التماثيل والنصب والتمجيد الرئيس السابق صدام حسين الذي كان عهده مثالا حيا وصارخا للنفاق الجماعي و لأسلوب القردة في تقديس الحكام و بعد أن تم رفعه لمصاف القديسين والعظماء رغم حماقاته التاريخية النادرة و البشعة التي كانت البداية الحقيقية في طريق الإضمحلال العراقي الكبير ، واليوم جاء نوري المالكي ليكمل مسيرة الطغاة و المصمم حتى الثمالة على التمسك بالسلطة حتى النفس الأخير وزرع عائلته واولاده في طريقها و من ثم القتال بشتى الوسائل للإحتفاظ بها وهو القائل علنا بنه ( لن يسلمها أحد ) و لن ( ينطيها )! وليس هنالك من طرف قادر على أخذها منه!!! وكذلك يفعل و يتصرف و يناور و يدور و يضع الخطط و يرسم الأولويات و يمهد الطريق لذلك الهدف و إقامة ( رايخ طويريج الرابع ) الذي سيستمر لألف عام قادم!!، و لعل في إفتضاح أمر السلطات الواسعة الممنوحة للصبي حمودي المالكي وممارساته البلطجية دليل واضح على طبيعة السيناريوهات الجارية لإقامة حكم العائلة الطويرجاوية المقدسة!! ، فبعد ( صقر العوجة ) جاء ( ثعلب طويريج ) الذي أوعز بإقامة النصب و التماثيل بإعتباره من الشخصيات العراقية التي سيخلدها التاريخ وسيذكر خدماته في حماية لصوص المال العام ، وسفك دم العراقيين بالجملة و المفرق ، وفي الطائفية الرثة ، وفي الفشل في إدارة جميع الملفات وفي تحويل العراق لحديقة خلفية لنظام الولي الفقيه و صبيانه من أهل الميليشيات و العصابات الطائفية الرثة التي تعيث في الأرض فسادا وقتلا و تخريبا! ، لقد بدأ إستبداد العائلة الأسدية في الشام مثلا من خلال تسليط حافظ أسد لشقيقه الشقي رفعت الأسد لمراقبة ومضايقة رفاقه من ضباط اللجنة العسكرية كصلاح جديد و عبد الكريم الجندي وغيرهم مما أدى لإسقاطهم ، وكذلك كان الحال في العراق من خلال تنشيط عصابة صدام حسين بقيادة أخيه برزان التكريتي الذي لاحق البعثيين المعارضين لسطوة صدام حتى أسقطهم و جز رؤوسهم في مجزرة الرفاق صيف 1979 ليخلو له الجو ويشيد دولته التي لم تسقط إلا بفعل الإحتلال الأمريكي المباشر للعراق عام 2003 مع كافة النتائج المأساوية التي حدثت بعد ذلك... أما نوري المالكي فهو اليوم وهو يحيك خيوط التآمر ضد أحرار العراق ، و يجمع الملفات المشينة ضد خصومه من نفس معسكره الطائفي عبر أسلحة ( كاسيتات الفيديو الجنسية ) وغيرها من الوسائل التي تعلمها من رفاقه و حلفائه في المخابرات السورية ، فهو اليوم يحاول بشكل جدي بناء دولته الخاصة وعلى مقاييسه بقيادة إبنه ( الميرزا أحمد نوري ) ، وهي خطوات تبدأ بالتماثيل و تتدرج لشراء الذمم بالرشوات و المناصب وحتى عمليات الاغتيال ضد الخصوم الشرسين و إلقاء المسؤولية كالعادة برقبة القاعدة و البعثيين ، ثم تصل الأمور بعد التمكن من صعود صهوة الولاية الثالثة لجعلها ولاية ثابتة ودائمة وحتى ظهور المسيح المنتظر الذي سيستلمها من أحفاد حمودي المالكي!!؟؟؟ إنها أحلام المعتوهين وهي تداعب خيالات قادة الفشل والعنجهية من أهل البطون التي جاعت ثم لم تعد تشبع من النهب والهمبكة والشفط واللهط...