08 أكتوبر 2025
تسجيلرحل صوت الجبل.. الصوت القوي.. رحل شيخ المطربين الذي أثرى حياتنا الغنائية بالكثير والكثير من الموسيقى والغناء عن عمر يناهز 92 عاما هو وديع فرنسيس الذي أفنى حياته للموسيقى والغناء. وديع الصافي لم يكن فنانا عاديا بل كان له تأثير كبير على المنظومة الفنية من خلال أسلوب مميز وشكل خاص حتى إنه فرض لونه الجبلي وأصبح صاحب مدرسة في الغناء والتلحين.. قام وديع بالغناء للعديد من الشعراء والملحنين الكبار كالأخوين الرحباني ومحمد عبد الوهاب وتوفيق الباشا وزكي ناصيف وبليغ حمدي وفريد الأطرش.. وكان يعشق فن الارتجال في الغناء حتى إنه كان يتبارى في إدخال المواويل لأغانيه وقصائده.. وهناك واقعة شهيرة حينما استمع الموسيقار عبد الوهاب لصوته ومن فرط اندماجه ودون أن يشعر انزلق من على كرسيه إلى الأرض من شدة انبهاره وإعجابه بصوته.. مما دعا عبدالوهاب ليقول له " أنت تعلمنا أدب الفن وليس الفن فقط" وكان هذا عام 1944 حينما التقى به لأول مرة وعمل على تشجيعه ومساندته وتقديمه في حفلاته. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن وديع الصافي الذي ولد في نوفمبر 1921 كان له الدور الرائد في نشر الأغنية اللبنانية في وطننا العربي واستطاع أن يكون صاحب مدرسة في الغناء والألحان أطلق عليها المدرسة الصافية... عاش طفولة متواضعة.. بسيطة غلب عليها طابع الفقر والحرمان.. حتى إنه توقف عن الدراسة حتى يستطيع أن يعمل ويعول عائلته. شارك الصافي في العديد من المهرجانات والحفلات الغنائية سواء في الوطن العربي أو باريس أو البرازيل التي حصل أيضا على جنسية منها. وشارك في أكثر من فيلم سينمائي أشهرها فيلم "نار الشوق" مع صباح عام 1973.. وغنى للعديد من الشعراء وكذلك الملحنين رغم أنه كان يفضل ألحانه التي يغنيها ومن خلال ذلك يدخل مواويله التي اشتهر بتقديمها عبر أغانيه في حفلاته العامة والتي كان يرى فيها سعادة كبيرة جدا من جمهوره.. وبالطبع حصل وديع الصافي على العديد من الأوسمة والنياشين منها وسام الاستحقاق والأرز من بلده لبنان إضافة إلى تكريمات عربية وأوروبية عديدة.. رحم الله وديع الصافي الذي كان صوتا من أقوى الأصوات العربية والتي تركت تأثيرا في الأغنية.. نعم فقد كان قيمة وقامة.. وسوف تعيش أغانيه وألحانه معنا بروحه الفنية الحاضرة.