16 سبتمبر 2025
تسجيلالإبتسامة والكلمة الطيبة والتحية الجميلة والإستجابة لطلبات المواطنين من أصحاب الحوائج أعتقد انها من الصفات التي يجب ان يتحلى بها أي موظف يقوم بتأدية عمله الذي كلف به، وأن يُسارع لمساعدة أصحاب الطلبات، وأن يتقن عمله ويؤديه على الوجه الأكمل... ولكن.. هل تتخيل أن تذهب الى مصلحة حكوميه فيقال لك " شيلي اوراقك وانجلع من هنا "!! أقسم بالله أنني صادقة فيما رويت، فالواقعة حدثت معي شخصياً، وكم عانيت من ذلك الموظف ومن رئيسه المباشر من التعسف المستمر، فهل تصدق أن يحدث هذا معك فى دولة قطر، دولة القانون، دولة العدل، والمساواة التي تحترم حقوق الانسان مواطناً كان أم مقيماً؟؟!! هل تتخيل أن يصدر ذلك الفعل من موظف عام، بدلاً من قيامه بقضاء مصلحتك وفق القانون، إذا به يتهجم عليك بذلك الفعل؟ ويصدر منه هذا الرد الغريب والأقسى من نوعه!!؟؟ فعندما سمعت جملة " شيلي اوراقك وانجلع من هنا "!! لم اتمالك نفسي، الأمر الذي إضطرني للرد عليه، مُذكرة إياه بأن هذا مكتب حكومي وداخل جهة حكومية وليس مكاناً خاصا به ولا ملكاً له، وأنه موجود يعمل لخدمة المواطنين وليس للتطاول عليهم بالقول والفعل وانا اعلم جيدا. والأعجب من ذلك اني عندما سعيت لمقابلة رئيسه المُباشر لاتقدم له بالشكوى من ذلك المرؤوس، فوجئت بأن رئيسه قد أغلق عليه بابه، وجعل السكرتارية حائلاً بينه وبين طالبي لقائه إلا بموعد سابق يؤخذ قبل إسبوع على الأقل؟؟!! فلما نأتي في الموعد فإن السكرتارية تدعي انه غير موجود وهكذا اعتاد التهرب من مقابلة المواطنين لقضاء حوائجهم وهي صورة واضحة للمعاناة التي نعاني منها...وفي الوقت الذى يقوم به سعادة وزير التربية والتعليم بعقد لقاءات مفتوحة مع الجمهورفي بادرة هي الأولى من نوعها لتعزيز الشراكة المُجتمعية للإرتقاء بالعملية التعليمية تجد أن امثال هؤلاء الموظفين يجلسون في برج عاجي، وقد حجبوا عنهم أصحاب الحوائج والطلبات. وما يزيد الأمر غرابةً وسوءاً أن هذا الفعل صدر من موظف يعمل في هيئة تهدف الى التربية قبل التعليم!!!!، وهي هيئة على رأسها وزير نُجلَّه كل الإجلال، حيث جعل باب مكتبه مفتوحاً لأصحاب الحوائج، فما يطرق بابه طارق إلا وأنصت إليه وساعده وفق صحيح القانون.. ومن ثم، فإنني على ثقة كبيرة بأن سعادته - بالقطع - لن يقبل بذلك الفعل، وسوف يتخذ الاجراء القانوني المناسب. وأعود لطرح السؤال: هل من حق أي موظف عام يعمل في دائرة حكومية، الأصل أنه في خدمة الدولة ومواطنيها أن يكون له موقف شخصي مع أي مواطن أيا كان هذا المواطن؟. هل يجوز أن تكون المزاجية والأهواء هي أساس العمل الوظيفي ودافعه، فيكيل الموظف بمكيالين، يُرحب بهذا ويعبُس في وجه ذاك؟؟!! عموماً.. لقد أردت بمقالى هذا إلقاء الضوء على صورة سلبية قد لا تكون منتشرة أو سائدة فى بلادنا الحبيبة، بلادنا التي تحترم الانسان المواطن والمقيم، وهو أمر ليس عليها بجديد في ظل قيادة حضرة صاحب السمو أميرنا المفدى وسمو ولي عهده الأمين، فلدولة قطر بصمات في تقديم المساعدات للقاصي والداني ويشهد لها المُجتمع الدولي بذلك، ومن ثم، فمن باب أولى يجب أن يتصف أبناؤها بتلك الصفات الجليلة، بأن يعمل كل منهم من خلال موقعه بأمانة وإخلاص، وأن يؤدي الأمانة التي أولاه الله إياها دون أن يشُقَّ على الناس، ودون العبوس في وجوههم، حتى يكون عند الله مرضياً عنه، وذلك إعمالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " اللَّهُمَّ مَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَى أُمَّتِي فَشُقَّ عَلَيْهِ " وصدقوني.. فهذه المشكلة حدثت معي ولديَّ قلمُ وآلية ساعدتني على نشرها والقاء الضوء عليها لتوصيل صوتي لأولي الأمر، ولكن، فماذا لو حدثت لمواطن آخر قليل الحيلة أو عديمها، وكيف يستطيع توصيل شكواه لأولي الأمر؟؟ وهل يصمت على إهدار كرامته لقلة حيلته أو أن تتعطل مصالحه التي يسعى لقضائها؟؟ ماذا يفعل أي مواطن يشعر بالاهانة من تعرضه لتعدي بالقول من موظف عام بالدولة؟، أريد إجابة شافيه تُطمئِن القلب، فأنا منذ ذلك اليوم وانا اشعر بغصة في الحلق، ليس لعدم قضاء مصلحتي، وإنما تأثُّراً ورأفةً بمن يتعرض لمثل تلك الاهانات ويكتمها كمداً في قلبه... وأخيراً، أتوجه بنداء لكل موظف لايرعَ الله في وظيفته، أقول له إتق الله واعلم أن قضاء الحوائج هو الهدف الذي تم تعيينك لأجله، والذي من ورائه تتقاضى راتبك، فاجعل رزقك حلالاً طيباً، واحترم كرامة المواطن اعزكم الله. وسلامتكم.