13 سبتمبر 2025

تسجيل

الإجابة المنتظرة من الصخيرات.. هل تعود ليبيا ؟!

21 سبتمبر 2015

أخبار الجدل الليبي الدائر في (الصخيرات) المغربية تقول لنا إن محاولات الأسرة الدولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوطن الليبي الآخذ في التفتت والتلاشي ما زالت تراوح مكانها.. خطوة واحدة إلى الأمام وعشر خطوات إلى الخلف يوما بعد يوم. بل إن الذين يزحمون الساحة بذلك الجدل العقيم قد نسوا أن المئات الكثيرة من الشباب الغض النضير الذين قادوا الثورة الخطرة ضد ملك ملوك أفريقيا، وخرجوا بصدور مكشوفة يستقبلون الرصاص القاتل بإقدام نادر، كان هدفهم هو الحفاظ على ليبيا الوطن الواحد والشعب الواحد ذي المصير المشترك الواحد. ولأن ذلك كان كذلك، فقد هانت عليهم دماؤهم، وأرواحهم في سبيل ذلك الهدف النبيل. لقد أخطأ (القائد الأممي) يومها التقدير. وأخطأ كذلك قراءة مؤشرات المناخ السياسي من حوله. وتعامل مع ما كان يجري أمامه مثل تعامله مع مزحة فطيرة. وفات عليه أن الكتل الشبابية التي ماجت بها الشوارع الليبية وهي تخرج بصدور عارية مفتوحة للرصاص في تلك الأيام العصيبة لم تكن مجرد كتل من الهتيفة والغوغائيين.. وقطعا لم يكونوا بعض كلاب ضالة كما وصفهم القائد الأممي.. بقية القصة صارت كتابا مفتوحا.. لعل أبشع صوره الفاجعة النهاية المهينة التي انتهى إليها ملك ملوك أفريقيا، ذلك الطاؤوس البطر في ساعة من نهار.. لقد كان الاستهتار بالأنفس وإزهاق الأرواح بدم بارد هو ديدن الذين كانوا يتسيدون الساحة الليبية في تلك الأيام المظلمة وعيونهم لا ترى أبعد من مواقع أقدامهم. وهكذا كان لزاما أن يركم كل ذلك الباطل الحنبريت في مزابل التاريخ والنسيان. بالأسف كله نقول وفي حلوقنا غصة إن الذين ينشرون الخراب والدمار المادي والمعنوي في ما تبقى من جسم الوطن الليبي اليوم تفوت عليهم أبسط الدروس التي لا يفتـأ التاريخ يقدمها لمن يهمهم الأمر. الذين فرحوا لانتصار ثورة الشباب الليبي بالأمس هم حزينون اليوم بما لا مزيد عليه من الحزن وهم يرون كيف تتنكب الجماعات السياسية التي قفزت إلى قلب المشهد الليبي اليوم بمحض الصدفة، كيف تتنكب طريق الثورة التي كم خامرت أذهان ذلك الشباب الثائر وهو يتلقى زخات الذخيرة الحية في صدوره العارية. صورة ليبيا اليوم هي صورة مريحة للشامتين الحاقدين وقد انقلب ثوار الأمس إلى دواعش ونصرة وأنصار شريعة وهم يبشرون بفجر في ليبيا لا تنبثق أنواره. صورة حزينة ليست افضل من صورة ليبيا في أمسها القريب: القتل العشوائي هو القتل وإهدار المقدرات وتدمير الذات المتبقية لإنسان ليبيا المقهور ودفن طموحاته المشروعة. وبعد: تعود ليبيا أم لا تعود...؟ ذلك هو السؤال الذي قد تأتينا الإجابة عنه من (الصخيرات) المغربية.