لكي يكون حجك آمنا

«الحج».. هذه الفريضة العظيمة، الركن الخامس من أركان الإسلام لها آداب وقواعد أهمها أنها لمن استطاع اليها سبيلا، وأعظمها أن تكون من مال حلال فهي حلم كل مسلم، فإلى مكة تهفو أفئدة كل مسلمي الدنيا من المشرق والمغرب لأداء تلك الشعيرة والوقوف بعرفة ليعودوا خالين من ذنوبهم كما ولدتهم أمهاتم.ورغم ما تقدمه المملكة العربية السعودية عاماً بعد عام من تسهيلات وتيسيرات لضيوف الرحمن إلا أن هناك نصائح خاصة، وددت أن أنقلها لكل حاج حتى يكون حجه آمنا وميسوراً بإذن الله، أنقلها من موقع الحج والعمرة لأهميتها ولأجل أن تصل الى قطاع أكبر من الناس وخاصة لمن هو مقبل على الحج هذا العام.وهي كالتالي: —1 — من يرغب في الحج أن يعرض نفسه على الطبيب، ليعرف مدى إمكانيته على تحمل أعباء السفر والحج، خصوصا إذا كان ذاهبا بطريق البر، وعليه أيضا ألا يسافر إذا منعه الطبيب، فمعنى ذلك أنه لا يستطيع جسمانيا والحج لمن استطاع إليه سبيلا.2 — إذا تقرر سفره فليبادر بالتطعيم ضد الجدري، والكوليرا، ولا يتهاون في ذلك وقاية له من جميع الامراض وحفاظا على سلامته، وسلامة الاخرين.3 — إذا كنت مسنا، فلا تسافر بطريق البر، فإن هذا مشقة عليك، ولا تأخذ معك أطفالا، ولا نساء حوامل في أشهرها الأولى أو الأخيرة فإن عناء السفر شديد، أثناء السفر.وهناك تعليمات أخرى أثناء السفر منها: —1 — النظافة من الإيمان، فاجعلها دائما في كل شيء، في مأكلك وملبسك، وشرابك، ولا تتناول طعاما خارج فندقك إلا في المطاعم المعروفة بنظافتها، وكل ما أخذت من المعلبات.2 — الماء تأكد أن مصدره صحي، وإذا لم تتأكد، فضع عليه مطهراً، وخذه من البعثة الطبية.4 — ابتعد عن كل من هو مصاب بالزكام لكي لا تصاب مثله، وإذا أصبت فلا تتهاون في ذلك وبادر بالعلاج، واعرض نفسك على طبيب البعثة.5 — إذا كنت ممن يتناولون الدواء، للسكر! أو لارتفاع ضغط الدم، فداوم على استعمال الدواء، والطعام الخاص أثناء السفر، وأيام الحج، وأثناء العودة، وخذ معك الدواء الذي يكفيك، واعرض نفسك على طبيب البعثة باستمرار لتستشيره في أي عرض تشعر به.وهناك تعليمات في أيام الحج فهي: —1 — كن معتدلا في كل شيء، فخير الأمور الوسط، ولا تجهد نفسك، وتعرضها للخطر، بحجة أنك تكسب ثوابا أكبر.2 — لا تأكل إلا في المحلات النظيفة، وابتعد عن شراء المأكولات من الطريق.3 — لا تسرف في أكل اللحوم، فلقد لوحظ أن معظم الإسهال يكون نتيجة لها. وكل الفواكه الطازجة بكثرة واغسلها أولا، ولا تسرف في الطعام والشراب، وإذا حدث لك إسهال أو قيء فسارع إلى مقر البعثة للعلاج.4 — إذا كان الجو حاراً، وكنت تعرق بكثرة، فأكثر من الملح في طعامك، أو تعاطى (اقراص الملح).5 — عصير الليمون وعصير البرتقال الطازج، يعطيك كمية من الفيتامين المهم في هذه الحالات.6 — لا تتكدس أنت ومن معك في الخيمة، لكي لا تجعلوا مجالاً كبيراً للعدوى بالأمراض المختلفة.7 — ديننا يسر لا عسر، فلا تجهد نفسك بالصعود إلى قمم الجبال العالية أو السير كثيراً على قدميك، أو التعرض لأشعة الشمس المحرقة، ظنا منك أنك تأخذ أجرا أكثر على ذلك، فالله يقول "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" (البقرة/ 195) ويقول: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" (البقرة/ 286)8 — لا تتهاون إذا أصبت بأي مرض، واعرض نفسك على الطبيب، قبل أن يستفحل مرضك. أو تحدث لك مضاعفات.9 — لا تذبح وأنت بمنى في الطرقات، أو بجوار خيمتك، فإن هذا يعرضك، ومن معك للأمراض، والرائحة الكريهة، بل اذبح في الأماكن المخصصة للذبح. وكن حذرا، وكن نظيفا! وكن معتدلا في كل شيء فكما قلنا النظافة من الايمان، وأسأل الله أن يحفظك برعايته.وأخيراً سجل معك أرقام الخطوط الساخنة لبعثة الحج القطرية، ولا تستمع لأي فتاوى غير ما تسمعه من البعثة الرسمية لك، ولا تجادل في سياسة أو خلاف مهما صغر أو كبر، فأنت ذاهب للتعبد، حتى يكون حجك مبروراً وذنبك مغفوراً بإذن الله، تقبل الله منك صالح أعمالك، ورزقنا وإياكم في الأعوام المقبلة زيارة بيته المعمور بيت الله الحرام، اللهم آمين إنه نعم المولى ونعم الصير.