13 سبتمبر 2025
تسجيلإذا تأملنا هذا المنظور لعلم النفس البيئي نجد أن الأفراد يتأثرون بالمناخ وينعكس ذلك على حالتهم المزاجية، فنجد البعض منهم يشعر باعتدال مزاجه في الأيام المشمسة واعتلال مزاجه في الأيام الممطرة أو المظلمة المغيمة، ونجد أن تنظيم الأثاث والديكورات الخاصة بالمكان ينعكس بدوره على الحالة النفسية المزاجية للإنسان وعلى ادائة في علاقاته الاجتماعية وأيضا على بيئة العمل، كما نجد بعض الأفراد يشعرون بحالة نفسية مضطربة من ضجر وضيق وتوتر من الازدحام والضوضاء الشديدة، كما نتعجب عندما نرى نفس الأشخاص يشعرون بحالة مغايرة لحالتهم السابقة عندما يكون الازدحام والضوضاء في مناسبة سارة (حفل أو مهرجان قومي) كما نجد البعض يتأثر ببيئة العمل وتتأثر حالتهم النفسية وأداؤهم ويضطربون من الناحية الفسيولوجية ويصبحون منهكين نفسيا وبدنيا مما ينعكس على جودة الإنتاج والأداء بالسلب. ونشعر أحيانا بالضيق والملل والغضب عندما يتعدى بعض الأفراد على المسافة أو الحيز الشخصي بيننا وبين الآخرين ويحدث لدينا نوع من الاستثارة. ومن هنا نجد أن علم النفس البيئي يهتم بعلاقة الإنسان بالبيئة المحيطة به من جميع جوانبها وينقب عن التأثيرات المختلفة للبيئة على الإنسان من مختلف الاوجة سواء كانت من النواحي النفسية، الفسيولوجية، والانفعالية، والأداء ومقدار كفاءتة الإنتاجية، والأزمات والكوارث وتأثيرها على صحة الفرد النفسية. ومن الموضوعات التي يهتم بها علم النفس البيئي بالدراسة والتطبيق المشكلات البيئية التي تحيط بنا والمتمثلة في: الازدحام كأثر مقدار الفراغ المتاح لكل شخص على السلوك (الكثافة السكانية) وما يرتبط بها من أنواع الضغوط، أيضا الضوضاء والتلوث السمعي الناتج عنها وتأثيرها على الوظائف الفسيولوجية، وأداء المهام والنواحي العقلية والنفسية، كذلك دراسة الضوء والطقس ودرجة الحرارة وتلوث الهواء من حيث علاقتها بوظائف الإنسان المختلفة، وهناك جانب آخر لعلم النفس البيئي يهتم بدراسة العمليات الاجتماعية، كالخصوصية، والمسافة الشخصية والحيز الشخصي أو المنطقة الشخصية، وأهمية المسافة الشخصية أو مدى البعد الذي يحافظ عليه الفرد عن الآخر أو الآخرين، كما اهتم الباحثون وعلماء النفس البيئيون بالمدركات والاتجاهات النفسية التي ترتبط بالأماكن وبمستوياتها المختلفة من حيث المعنى البيئي ومشاعر الناس وإدراكهم للمكان والابعاد المكانية المختلفة على سلوك الأفراد. واستعرض لكم مفهوم الخرائط المعرفية للمواقع والمسافات بين الأماكن وتفضيلات الناس للاماكن المختلفة، كما يهتم علم النفس البيئي بدراسة تأثير الفقر والمعيشة في المناطق العشوائية والمدن والاحياء المهمشة، ودراسة الأماكن الراقية والسعة المناسبة في المنازل والمدن ومدى تأثيرها على الحالة النفسية والانفعالية لدى الأفراد، وأهمية توفير الخضرة والحدائق في المنازل والمدن، كما اهتم هذا العلم بدراسة البيئة المدرسية أو غرف الدراسة وقاعات المحاضرات وشروط بنائها من الناحية النفسية والاجتماعية، أيضا من ضمن الموضوعات التي اهتم بدراستها علم النفس البيئي علاقة الإنسان بالآلة في المصانع وأماكن الإنتاج، كما اهتم بدراسة العمارة والتصميم المعماري وأثره على السلوك الانساني من حيث شكل البناء وسعة الغرف وتنظيم الأثاث وتأثير الألوان وأيضا الفراغات والممرات داخل المبنى وخارجه ومدى تأثير ذلك على الحالة المزاجية لدى الإنسان. فنجد أن علم النفس البيئي من العلوم التي تسعى بشكل جاد وعملي بهدف تعديل السلوك الانسانى لضمان سلامة وحماية البيئة من التلوث والتدمير وإساءة التعامل مع البيئة وانعكاس ذلك على حياة الإنسان وصحته النفسية والعقلية والفسيولوجية والإنتاجية.