01 نوفمبر 2025

تسجيل

الضحك وطول العمر

21 أغسطس 2016

روي في السيرة النبوية المطهرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحك في بعض المواقف حتى بدت نواجذه ، وأنه كان كثيرَ التبسُّم داعياً للبشاشة .. وفي حياة الصحابة والتابعين الكثير من المواقف الطريفة التي تجسِّد الفكاهةَ والمرحَ. وفي مسند أحمد عن عبد الله بن الحرث بن جزء قال : ما رأيت أحداً كان أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحسنه الأرناؤوط. وفي سنن الترمذي عنه أيضاً قال : ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسماً ، قال الترمذي صحيح غريب وصححه الألباني. قال الإمام الغزالي في الإحياء : والمحمود منه التبسم الذي ينكشف فيه السن ، ولا يُسمع له صوت. إذن الضحك والتبسم أمر محمود وشئ يدعونا اليه الدين والمؤمن الباش المتبسم خير على صحته وعلى أصدقائه من المكتئب المتجهم. ولكن هل يكون للضحك تأثير طبي هذا ما قرأته مؤخراً فقد أوردت وكالات الأنباء خبرا عن بحث علمي يؤكد أن للضحك فوائد عديدة منها «تعزيز جهاز المناعة». والضحك مثله مثل التمارين الرياضية يحسن الشهية وقد يساعد المرضى والأشخاص المكتئبين على تناول الطعام ، ووفقاً لما أعلنه الطبيب لى إس بيرك المتخصص بالرعاية الوقائية والباحث في علم المناعة النفسية والعصبية في مركز لوما ليندا التابع لكليات الصحة المتحدة والطب في كاليفورنيا ، قوله إن قيمة البحث هي أنها قد توفر لمقدمي الرعاية الصحية معلومات جديدة وفهماً جديداً مما يمنح قدرات إضافية للمرضى الذين لا يستطيعون استخدام النشاط الجسدي لتحسين شهيتهم أو جعلها طبيعية. وقد استنتج " بيرك " وزميل له أن الضحك بابتهاج « يعزز جهاز المناعة »، وشملت الدراسة 14 شخصاً شاهدوا أنواعاً مختلفة من الأشرطة المصورة على مدى ثلاثة أسابيع منها ما هو مسلٍ وما هو مزعج ، وأظهر الأشخاص الذين شاهدوا الأشرطة المسلية تغييراً في معدلات الهرمونات المرتبطة بالشهية العالية للطعام وهي تغييرات شبيهة بالتغييرات التي تطرأ لدى ممارسة تمارين رياضية معتدلة. وكشف خبراء إسبانيون أن الضحكة تقوي جهاز المناعة لدى الإنسان وتقلل من التوتر، والألم ، والأرق لأنها تحفز على إفراز هرمون «الإندورفين» ، وتحارب الشيخوخة المبكرة ، وأوصت " كاتي جارثيا " ، الخبيرة في العلاج بالضحك ، بالضحك لمدة عشر دقائق على الأقل يومياً ، فالضحك يعزز التنفس والدورة الدموية ويقلل هرمونات التوتر في جسمك ، وينشط جهازك المناعي وبذلك تزيد قدرتك على مقاومة العدوى والأمراض ، وهو الذي يمنحك شعوراً غامرا بالسعادة. وبالنظر الى هذا الخبر فإننا نلاحظ أن الضحك لم يعد أمراً عابراً أو شيئا قابلا للصدفة وإنما بات علاجا جسديا بقدر ما هو حالة إجتماعية هامة وضرورية لإنخراط الانسان في مجتمعه وقبوله من الآخرين الذين يرحبون بالودود المبتهج الضحوك البشوش وينفرون من المكتئب المكفهر العابس الوجه. وأخيراً هي دعوة للابتهاج وترك الهموم من أجل صحتك ومن أجل الآخرين الذين يتشاركون معك هذه الحياة. عزيزي القارئ تبسم فان الابتسامة في وجه اخيك المسلم صدقة، وسلامتكم.