14 سبتمبر 2025

تسجيل

ليلة القدر

21 أغسطس 2011

عروس الليالي تزف خلال الأيام القادمة، هي بهاء الأيام والسنوات، هي التي فُضِّلت على الليالي، يتحراها المسلمون، ويرجون أن تكون من نصيبهم هذه الليلة، ولكن لحظة: لماذا سُميت هذه الليله بهذا الاسم؟ الكثيرون لا يعلمون سبب التسمية وهي ان فيها تتنزل المقادير من السماء الى الارض، وسميت بذلك نسبة الى التقدير.. فيها تضيق الارض بعدد الملائكة، فان الملائكة هذه الليلة تتنزل الى الارض ويكون عددها اكبر من حبات الحصى لتؤمِّن على دعاء المسلمين (اللهم بلغنا ليلة القدر ولا تحرمنا أجرها).. في هذه الليلة توجد أنواع من المقادير (ازلية، يومية، سنوية)، في هذه الليله تستطيع تغيير ما قد كتب لك بفضل الله تعالى، حين تدعو بإخلاص يأمر الله تعالى ملائكته بتغيير ما كتب في صحيفتك من شقاء أو بلاء إلى سعادة كما دعوت، لقوله تعالى "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب" صدق الله العظيم. للأسف الشديد.. الكثير منا لا ينتهز فرصة هذه الليلة المباركة، منهم من يجلس لساعات متأخرة أمام التلفاز، ومنهم من يأكل لحم أخيه ويغتاب، ومنهم من يقضي ليله ونهاره بين النوم والاسواق، فيا خسارة من خسر هذه الليلة وهي اكبر خسارة من الولد والجاه. اخي الفاضل: اِحرص كل الحرص بالتصدق في هذه الليالي العشر المتبقية، فصدقتك ادخار لك طوال العمر، واحرِص على قيام الليل فقد يكون قيامك نوراً تضيء به ظلمة قبرك، واحرِص كل الحرص على قراءة القرآن فقد تكون هذه القراءة وداعية.. أخي العزيز: ليلة القدر هي هدية من الله لنا، ومن شهد تلك الليلة كأنما كسب هدية الرحمن وقبلها، من منا لا يريد أن يرضى عنه ربه؟ من منا لا يريد أن يُغفر له ذنبه، من منا لا يريد أن يصافحه جبريل هذه الليلة؟ أحبتي.. إن الدموع تغسل الوجنتين، والكلمات تأبى أن تطرح بين السطور، فالأيام معدودة، بالأمس كنا نبارك بقدوم رمضان، واليوم نبكي لوداع هذا الشهر الفضيل، انظروا الى المدة التي انقضت، كيف مرت هذه الايام كلمح البصر، العمر قصير لا نعلم متى يأتينا الأجل، هل ننتظر رمضان السنة المقبلة، ام يدعو لنا اهلونا وذوونا بالرحمة ويذكرون وجودنا بينهم؟ قبل أن ننهي وقفتنا مع هذه الليلة المباركة، إليكم بعض علاماتها: 1 — أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع لقوله عليه السلام "إنها تطلع يومئذ ٍلا شعاع لها". 2 — قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة. 3 — الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر. لحظة: الأيام معدودة، والعمر قصير، ولا تعلم متى يأتيك الأجل، ولا تدري لعلك لا تبلغ رمضان، وإن بلغته لعلك لا تكمله، وإن أكملته لعله يكون آخر رمضان في حياتنا. دعاء ليلة القدر: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا)، العفو هو المحو والطمس، تقول العرب عفت الريح الأثر أي أزالت الأثر، محو الذنب والتجاوز عنه وترك العقوبة عليه، هذا هو العفو الذي نرجوه من الله تعالى، فما أعظمك يا الله. [email protected]