13 سبتمبر 2025

تسجيل

الخوف من قطر

21 يوليو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مزاعم الرباعية المحاصرة لدولة قطر بأنها تدافع عن العرب ضد خطر الإرهاب تتبخر سريعًا على نيران الجهود الإسرائيلية الرامية إلى تهويد مدينة القدس المحتلة، وما استباحة المسجد الأقصى الأخيرة إلا فصل جديد في مسلسل طويل ومستمر بلا انقطاع من الاعتداءات الإسرائيلية على القدس. فالواحد منا يحتار بمصدر الإرهاب في المنطقة، فهل هي إيران وإسرائيل اللتان تعلنان العداء لبعضهما البعض في حين تقضمان ما يتسنى لهما من أرض عربية، أم أن مصدر الإرهاب هو قطر التي حينها ينبغي أن تكف يدها عن رعاية الإرهاب وتمويله؟!الحملة الإعلامية الشرسة ضد دولة قطر ومحاولات تشويه صورتها عند العرب والعجم غير مفهومة، فكأن قطر هي من يستهدف الأمن القومي العربي وهي من يضع العصا في دولايب الجهود العربية لتحرير فلسطين من براثن آخر احتلال كولونيالي في العالم أو هي من يساعد في دوران عجلة الاستيطان من دون توقف! فبعد كل ما قامت به إسرائيل من حصار لغزة ومن عملها الممنهج لتهويد القدس لم تقم أي من دول الرباعية بأي جهد حتى ولو في سياق ذر الرماد في العيون للتصدي لإسرائيل.الأزمة المفتعلة مع قطر كشفت عن أمرين في بالغ الأهمية: أولا، محدودية الهيمنة السعودية في المنطقة، فهي بالكاد تستطيع أن تدافع عن حدود بلادها حتى في ظل المساعدات العربية والأجنبية، فلا هي حسمت الحرب في اليمن ولا انتصرت في سوريا ولم تتمكن من ليّ ذراع قطر بعد حصار الخامس من يونيو. ثانيا، أن أنظمة الدول المقاطعة لقطر إنما ترفع يافطة محاربة الإرهاب كسحابة دخان تخفي خلفها صراعا على السلطة ومحاولات هذه الأنظمة من تأمين الدعم الغربي لها للبقاء. ومع دخول الأزمة مع قطر منذ اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية شهرها الثالث فإن لا أمل يلوح في الأفق لإنهاء الأزمة القطرية وفقا لشروط الرباعية، وعليه فإن صورة الدولة "المهيمنة" في الخليج التي حاولت ماكينة الإعلام السعودي إبرازها على مر العقود تكون قد تآكلت لدرجة لن يتمكن النظام السعودي الحالي من إصلاحها.ما زالت الأجواء ملبدة بغيوم عدم التيقن، فليس بوسع أحد أن يتوقع كيف ستسير الأمور وبخاصة في ظل التسريبات الأخيرة التي وردت في صحيفة الواشنطن بوست وبعد أن سلم الرئيس ترامب ملف الأزمة برمته لوزير خارجيته تيلرسون الذي يريد طيّ ملف الأزمة بشكل عادل إذ يرفض الانحياز لهذا الطرف أو ذاك. والحال أنه لا يمكن فصل التسريبات عن حالة الإحباط التي شعر بها وزير الخارجية بعد أن أخفق في تقريب وجهات النظر بين طرفي الأزمة في جولته الخليجية الأخيرة، وهناك ما يشير إلى أن التسريبات ستساعد الخارجية الأمريكية في التعامل مع دول الرباعية بنوع من الحزم الناعم لصناعة الفرق، وهي رسالة مشفرة قد تلتقطها عواصم الرباعية العربية.وعودة على بدء، نقول إن الخطر الداهم على العرب وأمنهم وقضاياهم ليست قطر وإنما إسرائيل وإيران. كنا سنتفهم حصار قطر لو كانت هناك إستراتيجية عربية مشتركة للتصدي للخطرين الفارسي والصهيوني وقامت قطر بالسباحة ضد تيار هذه الإستراتيجية! والحق أنني غير قادر على فهم كيف يمكن لحصار قطر أن يساعد هذه الدول على التصدي للخطر الإيراني! ثم هل بالفعل تتفق هذه الدول على مصادر التهديد؟ أشك! فلا توافق بين الرياض على سبيل المثال والقاهرة على الدور الإيراني في سوريا، وبتقديري ليس هناك تطابق بين أبو ظبي والرياض حول ترتيب الأولويات في ملفي الإخوان وإيران!