01 نوفمبر 2025

تسجيل

لا تقتلوا البيئة!!

21 يوليو 2016

إن المحافظة على نظافة البيئة يعكس أخلاق كل فرد منها والمحافظة عليها مهم ليعكس وجه حضارتنا المشرقة ويبرهن على عظيم الأخلاق، فالبيئة هي المكان المحيط بنا وهي المكان الذي نعيش فيه، وقد من الحق سبحانه وتعالى بفضله العظيم على كثير من عباده مما جعل لهم القبول في الأرض، فاهتدوا بنور الإيمان وعملوا على تنفيذ الأركان وسعوا لنيل عظيم الجنان عند الملك العلام، لذا يجب علينا أن نحافظ على الحي الذي نعيش فيه وأن نحميه من الأمراض ونواجه أخطار التلوّث بنشر الوعي بين أفراد المجتمع، ولنفعل كل ما هو في استطاعتنا للحد من هذه الملوثات، ويجب على كل عاقل أن يحافظ على الحي الذي يعيش فيه وأن نحميه من الأمراض، فقد يسبب التلوث أمراضا لا يمكن السيطرة عليها، فإن المجتمع الإسلامي مجتمع نظيف في مظهره طاهر في مخبره والمسلم فيه يحثو السير إلى الارتقاء المادي والنفسي، لذا فديننا الحنيف بهديه العظيم وآدابه السامية وخلقه الرفيع كما يدعو إلى جمال الهيئة والمحافظة على النظافة الشخصية،فانه يدعو إلى جمال الطبيعة والمحافظة على البيئة السليمة التي تصلح لحياة الإنسان وراحته،وبالمحبة بين الناس يكون هناك ترابط ويكون تعاون بمعنى الكلمة تعاون يفيد مصلحة الجميع ويعمل على إيقاف التلوث، ويجب أن ننشر الوعي الصحي بين الناس وأن ننبه أطفالنا إلى الحفاظ على البيئة فهذا واجب وطني. فلقد أصبحت مشكلة تلوث البيئة خطرا يهدد الجنس البشرى بالزوال بل يهدد حياة كل الكائنات الحية والنباتات ولقد برزت هذه المشكلة نتيجة للتقدم التكنولوجي والصناعي والحضاري للإنسان ويشمل تلوث البيئة كلا من البر والبحر وطبقة الهواء التي فوقها وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )الروم:41،و لكي نبدأ فيه وننشىْ حضارة جديدة نظيفة ومن هنا يتضح لنا أن الحرص على حياة الإنسان وسعادته لهو أسمى مقاصد الشريعة، أما ما نراه من سلوك اجتماعي سيئ من الناس في بعض المناسبات الطيبة التي جعلت لهم أعيادا وأفراحا وهم يخرجون في صحبة أسرهم وأطفالهم للفرح والمرح والتنزه والتلذذ بجمال الطبيعة التي خلقها الله عز وجل للإنسان ليستمتع بها، ولكن يحول هذا الاستمتاع إلى مناظر تسيء لنا كمسلمين وتلوث الطبيعة وتسيء للأمة جمعاء عندما نرى بعض الناس من مواطنين ومقيمين وبعد الانتهاء من تمتعهم وتنزههم لم يكلفوا أنفسهم بنظافة المكان الذي جلسوا فيه، بل الأدهى والأمر أن يقوموا برمي المخلفات في الشوارع العامة،عندما يكونون متوقفين عند إحدى الإشارات الضوئية في احد شوارع عاصمتنا الحبيبة النظيفة بصورة يحق لكل كمواطن ومقيم الفخر بها، وفجأة ترى صاحب المركبة التي أمامك يرمي قصاصات الورق والأكياس المحملة بالمخلفات في الشارع، وبالنظر إلى صاحب هذا السلوك المشين تجده وكأن لسان حالة يقول وهو عابس الوجه هناك بلدية ولها عمال نظافة،فهيا لنعطيه درساً مهذبا عن النظافة ونبين له أن ديننا الحنيف يحثنا عليها ورسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام يعلمنا أن النظافة من الإيمان وأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة، فكيف بك يا أيها المسلم وأنت ترمي الأذى بالطرقات؟ ألم تعلم أن هذا إهدار للمال العام بطريقة غير مباشرة، فإماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، وقد اعتبر هذا العمل الخفيف الجليل من أمور العبادات التي يجب على المسلم أن يهتم بها مثلها مثل الصلاة والصدقة وغيرها من العبادات، لذا من الضروري علينا كأمة مسلمة الرجوع إلى منهج الله تعالى في تغير الأنفس حتى تتغير الأحوال وتطهير القلوب حتى تطهر الأجواء فقد دعا الإسلام إلى المحافظة على البيئة نظيفة طاهرة من كل تلوث بدءا من النهى عن التبول في الماء أو التبرز في الطريق العام حتى في الظل،فإذا تدبرنا آيات القرآن الكريم ونصوص السنة النبوية الشريفة نجدها زاخرة بكل ما يدعو إلى النظافة والطهارة وجمال الكون والنفس، ويجب على جميع المجتمعات البشرية ان تتعاون من أجل الحفاظ على سلامة البيئة، ومن أجل حماية الإنسان من التلوّث ومن أجل أن يأتي أطفال اصحاء وسعداء بمجتمعهم، ومن أجل الاستقرار والسلامة لجميع أفراد الأمة، ويجب أن يحافظ الإنسان عليها جيدة حتى يضمن الحصول على بيئة جيدة كما انها تبرهن على حسن العلاقة بين العبد وربه، إذا كان العبد في طاعة الله فإنه سيلقى بيئة جيدة وحياة جيدة، فلا تقتل البيئة كي لا تقتلك. الحشرات وتكون مصدرا للعلل والأمراض.