13 سبتمبر 2025
تسجيلإذا اعتبرنا أن تنزيل النص على واقعة مستجدة هو اجتهاد وعمل المجتهد ، وليس هو النص نفسه فحينئذٍ تتسع دائرة القبول ، وميدان المتغيرات ، وذلك لأن قيم الوحي هي قيم معيارية لضبط المسيرة وتأطيرها ، وهي أدلة وموازين ، ولكنها ليست برامجَ وخططاً في مجالات الحياة العادية ، ومن هنا تصبح البرامج والخطط والتدابير الإدارية اجتهادات يمكن مناقشتها ، والاختلاف فيها ، ولا تعتبر ديناً لا يمكن مناقشته ونقده وتغييره ، بل يدخل فيما ذكره الفقهاء من تغيير الفتاوى بتغير الزمان والمكان . غير أن أهم إشكالية هي في الخلط بين النص نفسه ، وبين تنزيله على واقع لم يرد في النص ، وبين القيمة ، والبرنامج ، وبين المعيار والاجتهاد ، وبين الدليل المعصوم ، والاجتهاد القابل للخطأ ، وبين المطلق والنسبي ، والمجرد والمجسد . تنزيل التفرق المذموم والخلاف المشروع ( تحرير محل النزاع ) :إذا نظرنا إلى أمتنا الإسلامية من حيث التفرق المذموم ، والخلاف المشروع فنراها كالآتي : - إن الخلاف الفقهي السائد بين جميع المذاهب الفقهية مندرج – من حيث المبدأ العام – في الخلاف المشروع ما دام في إطار عدم المخالفة للنصوص قطعية الدلالة والثبوت ، ولما عُلم من الدين بالضرورة ، فالحمد لله يسير الحراك الفقهي بشكل طيب دون أي إثارة للفتنة ، فالفقهاء من جميع المذاهب الفقهية يذكرون الأحكام فيعللون ، ويقارنون ويرجحون في إطار الأدلة المعتمدة كل حسب أصوله الفقهية والمؤيدات والمرجحات الفقهية .- إن الحركات السياسية الإسلامية ( وكذلك الأحزاب الإسلامية ) على الرغم من اختلاف برامجها ليس الخلاف فيها من التفرق المذموم – من حيث المبدأ العام – فالإخوان والسلف والتبليغ والجماعة الإٍسلامية في الهند وباكستان وبنغلاديش وغيرها ، وكذلك الأحزاب والحركات المنبثقة في دائرة البرامج السابقة في العالم الإسلامي يعد الخلاف بينها في دائرة البرامج وليس في دائرة التكفير والتفسيق ، ولذلك نرى السلف والإخوان والجماعة الإسلامية بمصر متفقين ، بل متحدين أمام خطر العلمانيين وفلول النظام السابق ، وأمام تطبيق الشريعة والدستور الذي يحمي هوية الأمة .