07 نوفمبر 2025

تسجيل

كيف تجعل ابنك معاقاً ؟!

21 يوليو 2014

توجد قاعدة عامة وهي مساعدة الآخرين فيما يحسنون فعله، وتلك أول خطوة في صناعة الإعاقة ،وهذه القاعدة تنطبق على الأطفال والمراهقين والبالغين، فعندما تساعد شخصاً في أمر يستطيع القيام به؛ أنت تسلبه الممارسة و التجربة و القدرة، فيصبح عاجزاعن القيام به، ويصبح معتمدا عليك اعتمادا كليا، وهذا يحدث كثيرا داخل الأسر، فتجد الوالدين يتحملون كامل المسؤولية عن أبنائهم حتى في قضاياهم الخاصة، مثل: الدراسة وحل الواجبات والقيام للصلاة وغيرها، والطفل هنا يمارس دوره بذكاء، فيسلم المسؤولية للوالدين، ولا يتحمل أية مسؤولية، ولا يهتم، وتموت الدوافع الداخلية له، و ينتظر الأوامر بشكل مباشر من الوالدين، ولا يشعر بألم الإخفاق، لأن هذه القضايا ليست من مسؤولياته، بل هي من مسؤوليات الوالدين .هذا النوع من التربية يخرج لنا شخصا معاقا نفسيا غير ناضج غير قادرعلى التعامل مع المتغيرات و التحديات في هذه الحياة . نصيحة لكل أم عندما تحملين طفلك و هو يستطيع المشي أنت تصنعين من طفلك معاقاً،وعندما تؤكلين طفلك الذي يستطيع الأكل أنت تصنعين منه معاقا، وعندما تتحدثين عن طفلك الذي يستطيع التحدث أنت تصنعين منه معاقا.◄ الحماية الزائدة..إن الحماية الزائدة المبالغ بها للطفل تجعل منه طفلا ضعيفا لا يستطيع التعامل مع معطيات الحياة، الطفل تصقل خبراته في مرحلة الطفولة فنجد أن تجاربه لا تتجاوز قدراته بشكل كبير، ونجد أن مشاكله و تجاربه المؤلمة متناسبة مع مرحلته العمرية وهذه التجربة و هذا الألم ينمي قدراته على تحمل الآلام و مواجهة المشاكل بحيث ينمو جسديا و عقليا و نفسيا بشكل متوازن، أما في حالة الحماية الزائدة فإنه ينمو جسديا وعقليا، لكنه لا ينمو نفسيا بشكل متزن وذلك بسبب حماية الوالدين من تعرضه لبعض التجارب بحجة أنه ضعيف، لا يستطيع، صغير، لايحسن التصرف، و حقيقة الحياة أننا في يوم ما سوف نواجهها منفردين، وسوف يصدم بتجربة مؤلمة تفوق قدراته النفسية التي لم تكتمل بسبب الحماية الزائدة.◄ أحلامك أوامريعاني بعض الآباء و الأمهات من فوبيا الحرمان، وعقد من النقص، ويعتقدون أن الحرمان شرمحض، وذلك لأنهم عانوا منه في طفولتهم، ولذا يلبون كل طلبات أبنائهم حتى لا يشعر أبناؤهم بالحرمان، أو بدافع أنني لا أريد أن يشعر أبنائي أنهم أقل من الآخرين، و يسعى الأب و الأم جاهدين لتحقيق كل طلبات أبنائهم، وهذا التدليل المبالغ فيه يجعل الأطفال عاجزين عن معرفة قيمة الأشياء، وعاجزين عن تحقيق الغايات، ويزرع في داخلهم اتكالية على الآخرين في أبسط أمورهم، وهنا ترى الأم خادمة لأبنائها في بيتها، يعجز المراهق عن إحضار كأس ماء، بل يطلب من الآخرين ذلك!!هذه الشخصية المدللة عاجزة نفسيا، غير قادرة على مواجهة الحياة، ضعيفة تنهار أمام أول التحديات، لا تملك العزم و الإرادة على تحقيق أهدافها، تعتمد على الآخرين بشكل دائم كأعمى لا يستطيع السير بدون مرشد، لا نستطيع تقبل الرفض من الآخرين، تعتقد أن الجميع يجب أن يكونوا خدم لها،لا تدرك قيمة الأشياء، ولا تدرك قيمة الآخرين، ولا تفقه شيئاً عن مشاعرهم، الحرمان ليس بشر محض و لا بخير مطلق، قليل من الحرمان يربي النفس على كثير من الأشياء التي تجهلها، فلا تحرموا أبناءكم نعمة الحرمان، ولا تصنعوا منهم أطفالا معاقين.