11 سبتمبر 2025
تسجيلالكذب حقيقته اختراع ما لا وجود له في الواقع بقصد التحايل واجتلاب النفع واستدفاع الضر وحب الظهور ونيل المراتب المزيفة من مراتب الدنيا من الثناء والمدح والوصف بالمعرفة والثقافة أو التشفي من إنسان بوصفه بأقبح الأوصاف أو حب الترؤس أو لسوء الطوية وقلة الأدب .والكذب كله حرام ومن الكبائر ،وليس في الكذبِ كذبٌ أبيضُ ،بل كُلُه أسودُ .حتى الكذب في المزاح مؤاخذ عليه الإنسان ومدونٌ في صحيفة سيئاته . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ النَّاسَ كَاذِبًا لِيُضْحِكَهُمْ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ". رواه أبوداود والترمذي وحسنه والألباني وحسنه .وأبلى البلاء اليوم ما ابتدعه المبتدعة من الكذب في وقت معين مخصوص كالشهر الرابع من التاريخ الميلادي ( أبريل ) من أجل الضحك والمزاح ،يتعمد الكذب الكبير والمكلف مادياً وحسياً ومعنوياً ،مثل أن يطلب من أخيه أو صديقه أن يأتي إليه في البلاد البعيدة بحجة أنه واقع في ورطة فإذا جاءه وجد الأمر كله كذباً ولا يوجد شيء مما زعمه . أو يوقظ أخاه أو صديقه من النوم زاعماً حدوث مصيبة أو بلوى لقريب أو بعيد ،والأمر ليس صحيحاً . يقول رسول الله : ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له . يقول عبدالله بن عامر رضى الله عنه :دعتني أمي ذات يوم ،ورسول الله قاعد في بيتنا ،فقالت: ها تعالى أعطيك .فقال رسول الله : ما تعطينه؟ قالت : أعطيه تمراً . فقال : أما إنك لو لم تعطه لكتبت عليك كذبة .ومن أبلى البلاء كذب ذوي الهيئات والرفعة والمسؤولية . لقد تسببت كذبة إبريل في مصائب ومحن ومشاكل صحية ونفسية وبشرية ،تقطعت أرحام وتفرقت جماعات . تطور الكذب اليوم عند البعض من الناس حتى لم يعد يقدر على الحديث إلا كاذباً فاجراً ،يكذب ليضحك الناس ويكذب ليمازح المغفلين ،وليضيِّع حقوق الناس ويكذب حتى يبدد جهود المخلصين .