31 أكتوبر 2025
تسجيلأصبحت الرحمة خلقا نادرا في دنيا الناس، فالأرض تئن من قسوة كثير من ساكنيها لذا انتشرت الجرائم والرذائل وكثر القتل وعظم الدمار ،فالإيجابية في امتثال الرحمة مما يجعل لها تأثيرا ثنائي الأبعاد فهي عامل مشترك يقع دائما بين الفرد والمجتمع, فهناك ما يسمى بالإيجابية الفردية والتي تشتمل على الارتقاء بالنفس وتطويرها والثانية الإيجابية الاجتماعية أو الجماعية وهي قدرة الفرد على التفاعل مع قضايا مجتمعه والمشاركة في الأحداث وصنع القرار ،فالرحمة في الحقيقة كمال في التكوين الفطري للإنسان لكنه حين انحرف عن منهج الله أصيب في فطرته، مما جعله محتاجا لتذكيره بأهمية هذه الصفة وهذا الخلق فصدق منهج الرسول الله صلى الله عليه وسلم: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، فأهل الجنة هم من كانوا في الدنيا يرحمون الخلق ويرقون لهم ،فإن من عظمة الإسلام وكمال الشريعة أن أمر أبناءه بالرحمة، الرحمة بالناس بالمسلمين بالكافرين بل بالحيوانات وكذلك الرحمة بالأرملة والمسكين ،يقول نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله)رواه مسلم فمن رحم الضعفاء من الناس رحمه الله وأعلى درجته، فأكثر ما يعاني منه مجتمعنا كون أكثر أفراده يعانون من السلبية سواء في إدراك الأمور أو التعامل معها أو في ردات الفعل تجاهها ،والمشكلة الأكبر أنهم لا يدركون ذلك أما الإنسان المسلم الحقيقي فهو من يكون لديه التأثير الإيجابي على نفسه وعلى الآخرين.مما لاريب أن الأرملة والمسكين من أحق الناس بالرعاية والعناية، وقد أكثر هدي الإسلام العظيم من الحث على الإحسان إليهما ورحمتهما ومواساتهما فجدير بالمؤمن والمؤمنة الإحسان إلى من لديه شيء منهما ،وان يكون الهدف من تصرفاتنا النظرة إلى النتيجة المتحققة وما هو التصرف الذي يحقق المصلحة عندما نعي هذا الأمر سوف تتحول تصرفاتنا وردات أفعالنا بشكل كبير للأفضل وسوف نتحكم بمشاعرنا لأن همنا ليس تحقيق مصلحة ذاتية ،بل التأثير الإيجابي على الغير والإنفاق على المساكين ورحمتهم واللطف بهم والمواساة من أقرب القربات وأفضل الطاعات، والمحسن موعود بأجر عظيم مع الخلف لما أنفق ثم هذه الصدقة يتقبلها الله بيمينه حتى التمرة الواحدة يتقبلها الله سبحانه من صاحبها بيمينه ويربيها كما يربي أحدكم فلوّه أو فصيله حتى تكون مثل الجبل إذا كانت من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب المسلم يرتقي بدينه ويسمو به نحو الآفاق والعلا، فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين فالمسلم عزيز بإيمانه يحس بالالتجاء إلى الله والاعتماد عليه فيتقرب إلى الله بالطاعة ويبتعد عن المعصية فيغتنم الأيام والليالي في الإكثار من الحسنات والبعد عن السيئات، وشهر رمضان المبارك يحمل إلينا في صيام أيامه عبادة عظيمة خصها الله بخصائص، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال):كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل:إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزئ به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)رواه مسلم فتبرز أهمية الإيجابية أنها تحقق الجوانب الدينية و الاجتماعية والذاتية، فهي تحقيق للدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن من يتمتع بالإيجابية يكون همه كيف يصلح ويبني والابتعاد عن أي تصرف يفسد ويهدم، فهو ينسى كيانه وذاته والانتصار لنفسه ويكون همه أعلى وهدفه أسمى فلو أن مجتمعا يتصف أفراده بالايجابية أو بعضهم لحقق هذا المجتمع صلاحا عظيما وانجازا رائعا,فمن يتمتع بالايجابية يحفز و يشجع ويرحم ويرعي على عكس من يثبط ويحبط ويكون صاحب نظرة تفاؤلية بشروا ولا تنفروا فهو مقبول عند الله وعند الناس.