14 سبتمبر 2025

تسجيل

هند بنت أبي أمية

21 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هي ام سلمة، قرشية مخزومية من بني مخزوم أبوها أبو أمية بن المغيرة من أعلام قريش واكثرهم كرماً كان سخياً معطاءً ؛ فكان يلقب بزاد الركب لاكرامه للمسافرين.امها عاتكة بنت عامر بن ربيعة الكتانينة كان لهم مجد في الجاهلية؛ فكانت امراة ذات جمال وذكاء وفطنة.تزوجت من الصحابي الجليل ابو سلمة عبدالله بن عبدالاسد وقد كانت سيدة فاضلة تقدم على راحة زوجها وتحملت كثيراً من الاذى في بداية الدعوة الاسلامية.تحملت انواعا شتى من العذاب ولاقت اهوالا في الاغتراب عن وطنها وركبت اخطار البحار وهى مهاجرة الى الحبشة.عندما انفك الحصار رجعت هى وزجها وعندما هاجر النبي الى المدينة.قرر زوجها ابو سلمة الهجرة الى المدينة فاعترض اهلها واخذوها منه عنوة وجاء اهل ابو سلمة مطالبا بابن ابنهم فتجاذبوه الى ان خلعوا يد الصبي ؛قالت مضى زوجي وحبسني بني المغيره وبقيت سنه بعيده عن ابنها وعن زوجها ؛ وكانت تبكي ليل نهار الا ان مر بها رجل من بني عمها فرق لحالها وطلب من قومه مسامحتها فرجع لها ابنها وقررت ان تلحق بزوجها فى المدينة.. قالت وكنت بالقرب من التنعيم التقيت بعثمان بن طلحة فسألني الى اين يا بنت زاد الركب فقلت الى المدينة حيث زوجي فقال هل معك احد قلت لا إلا ابني فقال لن اتركك لوحدك؛ فاخذ بخطام البعير وسار بنا. فقالت لم ار رجلا اكرم منه كان اذا بلغنا منزلاً اناخ بي البعير وذهب بعيداً تحت ظل شجرة فاضطجع تحتها واذا اردنا الروح قام الى البعير فاعده ورحله ثم استأخر عنه وقال اركبي واذا ركبت واستويت قاده مازال على هذا الحال الى ان قدمنا المدينة نزلنا بقرية بني عمر بن عوف بقباء كان فيها ابو سلمةقال لي حينها هنا زوجك ادخلي على بركة الله ورجع الى مكة.فكانت حريصة على راحة زوجها الذي كان يقضي معظم ايامه مجاهداً في سبيل الله سبحانه وتعالى ونشر آية الحق والتوحيد فكيف لا تسهر على راحته وهو الذى شهد بدراً واُحُدا.فكان قد اصيب في غزوة احُد فكانت تسهر لراحته وتمضيد جراحه.علم رسول الله ان بني اسد يعدون لمهاجمة المدينة فاعد جيشا وكان بقيادة ابي سلمة ومعه من كبار الصحابة ابو عبيدة ابن الجراح وسعد ابن ابي وقاص وكان عددهم مائه وخمسون رجلا فانتصرالمسلمون وهزموا بني اسد في عقر دارهم، ولقنوا من حولهم درساً بليغاً وفرضوا هيبة المسلمين في جميع انحاء الجزيرة العربية ؛ ولكن في اثناء المهمة عاودابو سلمة جرحه القديم الذي اصيب به في احُد فلزم الفراش وهو صابر محتسب وكانت حزينة لالمه، وكانت تشجع زوجها برضى ربه عنه وما سيلاقيه من ثواب واجر عظيم؛ ولكن كان الجرح عميقا والالم شديدا ففارق ابو سلمة الحياة فكان الرسول يعاوده وحضر وفاته واغمض عينه بيديه الشريفتين ودعا له قائلاً "اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المقربين وادخله في عقبة في الغابرين واغفر لنا وله في العالمين".ام سلمة سلمت امرها لرب العالمين وصبرت واحتسبت وواجهت المحنة بايمان قوي وعزيمة ثابتة بقضاء الله وقدره وكانت دائماً تردد الكلمات التي كان يقولها زوجها دائماً "اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها". وكانت تقول من يكون خيراً من ابى سلمة.فكان هذا الدعاء عبادة لوجه الكريم وعندما انتهت عدتها تقدم لخطبتها عدد من الصحابة فكانت تردهم بقولها ليس لي زوج بعد ابى سلمة.سمع الرسول من امر ام سلمة، وكان من عادة العرب ألا يتركوا امرأة من غير زوج او معين فتفكر في امرها واحزنه وضعها وليس من المعقول ان تترك هكذا من غير معين او زوج وخاصة وهي ما زالت شابة فذهب اليها واستأذنها بالدخول فأذنت له. واوضح لها انه جاء ليخطبها وتذكرت كلام زوجها اللهم اجرني خيراً وكيف كانت تقول ربي اجرني خيراً من ابى سلمة ولكنها ردت باني امرأة اسن وذات عيال وبي غيرة.فجاء رده لم سنك فانا اكبر منك وليس السن عيبا ام العيال فعلى الله ام الغيرة فاسال الله ان يذهبها عنك.هكذا انتقلت الى بيت النبي وانضمت الى قافلة امهات المؤمنين رغم حد الغيرة لكنها حافظت على جو الالفة مع امهات المؤمنين وهن ضرائر لانها كانت تتمتع برجاحة عقل فكانت تعرف كيف توجه دفة الامور فحافظت على مكانتها وقدرت وجودها في بيت النبوة مما يدل على عقلها وحكمتها ان الرسول قد اخذ برأيها عقب صلح الحديبية.عندما عقد صلح الحديبية مع مشركي مكة قبل فتح مكه بعام فعندما فرغ من ابرام الصلح والاتفاق مع وفد قريش امر اصحابه بان ينحروا الذبائح وكرر الامر ولكنهم لم يفعلوا فاستعظم الامر وقر في نفسه وظن ان اصحابه يخالفون امره بل كانوا متضايقين على انفسهم وعلى رسول الله وعلى دين الله وكان الرسول يعرف ما يعمل ؛ يعلم لهم وللدنيا كلها الدين دين سلام وعدل وليس دين حرب لقوله تعالى (وَاِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا) صدق الله العظيم.دخل رسول الله على زوجته ام سلمة وهو حزين مهموم فقالت له اتحب ذلك اخرج لهم ولا تكلم احدا فانحر بنفسك وادع حالقك فاحلق فرأى ان رأيها هو عين الحقيقه فخرج ونحر وحلق فتسارع الصحابة ليعملوا مثل ما عمل وعندما انتقل النبي الى الرفيق حزنت كغيرها من امهات المؤمنين لكنها كانت لها مكانتها كما عرفت باستقامتها ورحاجة عقلها وقدرتها فكانت تراقب ما يدور ولكنها تتدخل عند الضرورة بنصح الحكام والخلفاء الراشدين والوقوف بجانب المظلومين ولا تخشى في الحق لومة لائم حتى لو كان خليفة رسول الله وفي السابع عشر من ذي القعدة السنة التاسعة والخمسين للهجرة وافتها المنية بعد كفاح وجهاد واحتساب وهي في الرابعة والثمانين من العمر رحم الله امنا ام سلمة رحمة واسعة.