19 سبتمبر 2025

تسجيل

تركيا ما بعد المخاض!!

21 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في خضم الأحداث التي تعصف بالأمة الإسلامية من نواكشوط إلى جاكرتا, خاض حزب العدالة والتنمية أصعب انتخابات برلمانية مرت عليه طوال الفترة الماضية, بعد أن وسد إليه الأمر بأن يحكم دولة تركيا - ذات التاريخ العثماني المجيد- منذ عام 2003م .عاشت تركيا سنوات عصيبة وصراعات مريرة حول ترسية الديمقراطية, التيارات العلمانية المتحالفة مع العسكر من جانب والإسلاميين في الجانب الآخر فكلما نجح تيار إسلامي معتدل انقلب عليه الجيش بدعم التيار العلماني حتى لا ينجح خصومهم وكان مصيرهم إما الاعدام أو السجن.وصل حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم في عام 2003م, بقيادة رجب طيب أردوغان فأصلح ما أفسده التيار العلماني في السنوات العجاف التي مرت فيها تركيا, فقد عاشت حزينة وهي تتذكر تاريخها العتيد ومجدها التليد وتلك السنوات التي تبسط سطوتها ونفوذها على الدول العظمى, فعقدت المؤمرات عليها وأسقطوها وضيعت هويتها فأصبحت جريحة حزينة, حتى نجح حزب العدالة والتنمية وأعاد لها هيبتها وهويتها ونهضتها .طبقوا القاعدة التي في علم الاجتماع السياسي أن الجمهور لا يتحمس لأي تيار إلا إذا توافر فيه شرطان : الأول أن يعرف الجمهور مقاصد وأهداف التيار, فكان هذا الشرط واضحا لديهم وهو هوية الدولة الإسلامية وعودتها للمشرق العربي . أما الشرط الثاني: أن يقوم التيار بإيجاد حل لمشاكل الجماهير وتلمس احتياجاتهم. نزلوا للجماهير التركية وتلمسوا احتياجاتهم ومشاكلهم وتبنوها وقاموا بحلها, فيذكر أحد الاصدقاء في مؤتمر إعلامي بأنه وجد إعلامية تركية تنتمي للتيار العلماني فقالت صوتي للعدالة والتنمية لأنني شعرت بالأمان ووجدت لي فرصة عمل .تعتبر أصعب انتخابات برلمانية خاضوها وكان يترقبها العالم الإسلامي بسبب ارتفاع صوتهم الإسلامي اتجاه قضايا الأمة, مما جعل ساسة أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهم يترقب هزيمتهم, المجتمع الدولي لا يريد للمجتمعات الإسلامية أن تعيش الديمقراطية مما يؤدي الى استقلال قرارها وهذا مالا يريدونه .كان هدف الحزب النجاح بأغلبية بنسبة 48% تؤهله لتغيير الدستور من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي ولكنه حصل على نسبة 41% التي تعتبر فوزا بنكهة الخسارة لم تؤهله نسبة النجاح هذه لتشكيل الحكومة . فقد تشهد تركيا انتخابات برلمانية جديدة, ويعتبر فشل الحزب بالنتيجة لأنه لم يسوق لفكرته بالشكل الجيد وهذا ما جعل خصومه يتحركون من هذا الجانب ويخوفون من هذه الفكرة!!!نجحت الديمقراطية التركية وانتهت مرحلة المخاض العسر بانقلاباتها ومنعطفاتها الخطرة, انتخابات حرة فصلت بين الخصوم السياسيين بطريقة حضارية ولم يسرق الإسلاميون السلطة كما روج لها من قبل خصومهم, وحصل الأكراد على حقهم السياسي في عهد حزب العدالة والتنمية بينما كانوا محرومين من ممارسة هذا الحق السياسي سابقا.