11 سبتمبر 2025

تسجيل

العار الحوثي

21 يونيو 2015

يتحمل الحوثيون بشكل رئيسي وأساسي المسؤولية عن تدمير اليمن، وجلب الخراب والدمار إليه، بسبب همجيتهم السياسية، وبربريتهم في التعامل مع الشعب اليمني وقبائله وقواه السياسية، فهم يمارسون العنف ويخوضون الحرب لأسباب مبهمة وغامضة وغير معلنة، فمن غير الممكن فهم لماذا يخوضون حربا على القوى الأخرى في اليمن، في الوقت الذي استطاعوا فيه الحصول على تنازلات كبيرة على طاولة المفاوضات، جعلت أيديهم هي العليا في الميدان والسياسة، وهذا يعبر عن العجز الفكري والسياسي لهذه الجماعة التي لا تتقن سوى خوض "حروب عبثية" دموية أزهقت الأرواح وأعادت اليمن قرونا إلى الوراء.ليس من قبيل الصدفة أن يقوم الحوثيون، المدعومون من إيران، بهذه الأفعال التي لا تمت إلى العقل السليم بصلة، مسكونين بهواجس عقائدية وتطلعات للهيمنة على اليمن المدمر، من أجل تحقيق طموحات لا يمكن أن تتحقق في هذا البلد الذي يفتقر لكل شيء.آخر حماقات الحوثيين هو وضعهم لقائمة أطلقوا عليها "قائمة العار"، تضم 26 اسما من أساتذة الجامعات والصحفيين والناشطين السياسيين الذين يتناولونهم بالنقد، وقد ذيلت هذه القائمة بتوقيع ما يسمى "اللجان الإلكترونية الثورية" على غرار "جيش الأسد الإلكتروني" التابع لزعيم العصابة الحاكمة في دمشق.هذه القائمة خطيرة لأنها تهديد صريح بالقتل والتصفية، وهي تضم د. أيوب الحمادي، ود. ألفت الدبعي، ود.عبد الحكيم الفقيه، ود. عبد الله الذيفاني، ود. صادق الصايدي، ود. عادل الشرجبي، ود. حمزة الكمالي، ود. عيدروس النقيب، ود. حسن منصور، ود. علي الخلاقي، ود. عمر التام، ود. عبد الملك الضرعي، ود. عبد الله الجعري، ود. غيداء المجاهد، ود. فضل الربيعي، ود. فيصل الحذيفي، ود. محمد السقاف، ود. صادق حزام، ود. مروان الغفوري، ود. محمد جميح، ود. محمد المحفلي، ود. محمد الظاهري، ود. محمد لطف الحميري، د. فيصل علي، ود. ناصر عبد القوي، ود. وليد شهاب. وبالطبع من بين الأسماء زميلنا الكاتب الصحفي في جريدة الشرق الدكتور محمد الحميري، الذي تتميز كتاباته بالنقد الموضوعي الهادئ لجماعة الحوثي وما تقوم به من أعمال في اليمن.يمكن أن نطلق على هذه القائمة اسم "قائمة الاغتيال"، فإصدار مثل هذه القائمة في بلد تسوده الحرب والفوضى، يعني وضع رؤوس أصحاب هذه الأسماء في "عين الهدف" بهدف تصفيتهم، وهي أوامر غير مباشرة بالقتل، الأمر الذي يجب أن يؤخذ مأخذ الجد.لا يجوز التهاون مع هذه التهديدات الحوثية، فقد قاموا بتصفية عدد كبير من خصومهم السياسيين، وفجروا منازلهم، وقاموا بتفجير المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، وتهجير قرى بأكملها، ولذلك فإن اغتيال 26 من الشخصيات اليمنية البارزة لن يشكل استثناء، بل سيكون استمرارا لما يقومون به، وهذا يتطلب ملاحقتهم في المحافل الدولية السياسية والإنسانية والحقوقية، بل وفي محكمة الجنايات الدولية، فإصدار قوائم جماعية للاغتيال والتصفية قضية هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.ما يقوم به الحوثيون في اليمن يؤسس لمرحلة طويلة من العنف والعنف المضاد، ويفتح الطريق أمام ثأرات لا تنتهي، في بلد لا يخمد فيه الدم المسفوك أبدا، لأنه يفور دائما تحت التراب ولا ينتهي إلا بقتل قاتله. مما سيزيد في معاناة اليمنيين الذين لا ينقصهم شيء من البؤس والشقاء والفقر والجوع والموت.