15 سبتمبر 2025
تسجيلالاستغاثة السريعة التي أطلقها رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته بكارثة وطنية كبرى نوري المالكي بطلب المساعدة العاجلة من الطائرات الأمريكية في قصف المسلحين من رجال العشائر العراقية المنتفضة والمجاميع الجهادية المتحالفة معها هي تعبير عن حالة كاملة من الفشل القيمي والسياسي والعسكري فالجيوش العراقية التي صرف عليها مليارات الدولارات المقتطعة من أفواه العراقيين تهاوت كالعصف المأكول وتطايرت كشظايا محترقة لا تلوي على شيء، وتهدمت كل أركان المؤسسة العسكرية للأحزاب الإيرانية التي أقيمت على هياكل فارغة من النصب بعد أن تم تغيير عقيدتها القتالية من الدفاع عن العراق وشعبه لتتحول لقوة أمنية إرهابية يقودها أهل الميليشيات الإرهابية الطائفية. وبدلا من أن يتحمل المالكي وطاقمه الحكومي والأمني والإستخباري المسؤولية الأولى ويتنحى ويضع نفسه تحت تصرف حكومة شراكة وطنية جديدة تحيله على محاكمة عادلة تحدد مسؤوليته ودوره في الكارثة الوطنية التي حدثت، فإنه يحاول تدويل النزاع و توريط الدول الإقليمية والكبرى في ضرب جموع العراقيين الثائرة وحل أزمته من خلال العامل الدولي، فالأمريكان وليس غيرهم كان لهم الفضل الأكبر والوحيد في بروز نوري المالكي على أنقاض سلفه إبراهيم الجعفري الذي أجبر على التنحي بعد مأساة جسر الأئمة وكارثة تفجير الإيرانيين لعتبات سامراء المقدسة والتي فجرت حربا أهلية طائفية لولا التدخل الأمريكي هناك وقتذاك وتمكن الإدارة الأمريكية من إحتواء الموقف رغم معرفتها الدقيقة والحاسمة بالدور الإيراني الخبيث في الفتنة الداخلية وفقا لما أعلنه قائد القوات الأمريكية الأسبق في العراق الجنرال كيسي . ولعل طلب المالكي من الأمريكان التدخل بطائراتهم الحربية والمسيرة من غير طيار بالتدخل والقصف يمثل خلطا غريبا للمواقف والتحالفات الإقليمية ، فالطائرات الأمريكية تقصف من الجو فيما عصابات الحرس الثوري في فيلق القدس والعصابات المتحالفة معها مثل العصائب والكتائب ولواء أبو الفضل وسيد الشهداء وعصابة المجرم الإرهابي أبو مهدي المهندس تقطع رؤوس العراقيين الأحرار على الأرض؟ فهل أن الأمريكان على إستعداد فعلا للقتال تحت راية علي خامنئي والجماعات الإرهابية التي ضربت المصالح الأمريكية في لبنان والكويت والشرق الأوسط؟ هل من يستحق القصف فعلا جموع العراقيين الثائرة التي ألصقت بهم تهمة الإرهاب الداعشي التي يرفضها أهل السنة في العراق جملة وتفصيلا أم أولئك العملاء الطائفيون العاملون في خدمة المشروع الإرهابي الإيراني في الشرق والذين سفكوا دماء الشعب السوري في دفاعهم المريض والإرهابي عن نظام بشار المجرم؟ وهل أن المخابرات الأمريكية لا تعرف حقائق الموقف ليحاول المالكي البائس بيعهم الأوهام والأكاذيب وتوريطهم في أوحال المستنقع العراقي وحيث تدور معركة تقرير مستقبل الشرق الأوسط بأسره وليس العراق فقط ؟ ولماذا لا تقوم الولايات المتحدة فعلا إن كانت جادة في محاربة الإرهاب الأسود بقصف قطعان وذئاب الحرس الثوري الذين يقودهم المجرم قاسم سليماني والمجرم أبو مهدي المهندس المطلوب للولايات المتحدة وللكويت أيضا لدوره في تفجير السفارة الأمريكية هناك في 12/12/1983 ؟ فهل تحول الإرهابيون وبدلوا جلودهم ليطلبوا النصرة والعون والإنقاذ من (الشيطان الأكبر)!.. صرخات المالكي تعبير عن إفلاس تام وسياسة خاوية ورديئة . إننا ندعو ونطلب ونلتمس من الولايات المتحدة استغلال الفرصة السانحة وضرب العصابات الإيرانية التي تتجمع اليوم في العراق، فالفرصة التاريخية الراهنة قد لا تتكرر أبدا... وتبا وسحقا للقوم المجرمين.