الفارق بين الخضر والمكسيك

حتى الدقيقة السبعين من مباراة الجزائر وبلجيكا في نهائيات كأس العالم، عشنا حلما جميلا بعنوان الفوز والتفوق لأبناء الصحراء، ولولا عدم التركيز الذي صاحب لاعبي المنتخب بعد هدف التعادل لما خرج الخضر خاسرين، للأسف كان واضحا انعدام التركيز وعدم وجود أي رغبة هجومية في الثلث ساعة الأخير من المباراة لدى لاعبي الجزائر، لتنهمر هجمات بلجيكا الواحدة تلو الأخرى، ويحقق فوزا صعبا بصراحة وثمينا جدا بالنسبة له في هذه المجموعة.ما لم نفهمه هو انعدام الحافز الهجومي لدى لاعبي الجزائر بعد هدف بلجيكا الثاني، ومن يبرر ذلك باللياقة البدنية لدى اللاعبين وانهيارها في آخر الدقائق، فهو مخطيء في هذا التبرير، وإلا لما شاهدنا كل لاعبي المنتخبات وهم يبدعون حتى آخر الدقائق، تفوقت الجزائر في الشوط الأول وعادت بلجيكا في الشوط الثاني بحنكة مدرب استطاع أن يضع البدلاء المناسبين ليسجلوا هدفين ثمينين قادا بلجيكا لأول ثلاث نقاط، باختصار لم تبدع بلجيكا ولكن لغة البديل الناجح هي ما قادها للفوز، بالإضافة لسوء وغياب التركيز لدى لاعبي الخضر، وقد يكون السبب أيضا هو فقدان الثقة بالنفس أحيانا عند مواجهة منتخبات أوروبا، نسأل الله أن نشاهد أداء أفضل من ناحية التركيز في المباريات المقبلة.*****لو أردنا أن نلخص سبب تعادل البرازيل أمام المكسيك في كلمتين، فهما وباختصار (جويرموا أوشوا)، الحارس العنيد والمميز لمنتخب المكسيك، الذي تصدى لكل الكرات والهجمات الخطرة والأهداف المحققة لهجوم السامبا، ليكون الصخرة التي حطمت آمال البرازيل في تصدر المجموعة بالعلامة الكاملة، ومن شاهد أداء وقوة لاعبي المكسيك أمس، فسيظن أنهم هم أصحاب الأرض وليس البرازيليين، استمتعنا كثيرا بهذا اللقاء برغم خلوه من الأهداف، بالإضافة لوجود عامل مهم جدا في أداء لاعبي المكسيك، وهو الثقة بالنفس حتى اللحظة الأخيرة. وبالرغم من أن تأهل البرازيل شبه محسوم للدور التالي بحكم حصدها لأربع نقاط حتى الآن وتبقي مواجهة سهلة نسبيا أمام الكاميرون، إلا أن المتأمل في حال هذه المجموعة من لاعبي السامبا سيفتقد الكثير مما كنا نراه في برازيل زمان، صحيح أن البراعة الفردية موجودة لدى بعض اللاعبين إلا أن هناك عوامل وعناصر أخرى مفقودة قد تحد من وصول البرازيل للمحطة النهائية، تذكروا ما قلته في السطور السابقة لأن البرازيل وبهذا الأداء، لن تصل بعيدا جدا في المونديال الذي تستضيفه على أرضها.همسة : شتان بين استسلام الجزائر في الدقائق العشر الأخيرة للمباراة، وبين قتالية المكسيك وضراوتهم حتى الثانية الأخيرة، ويا ليت قومنا يتعلمون.