15 سبتمبر 2025

تسجيل

من كرم حاتم الطائي

21 مايو 2016

* جرت حكاية بين حاتم الطائي وامرأته ماويَّة بعد أن طلقها وتزوجها ابن عم له.. وكان النساء يطلقن الرجال في الجاهلية، وكان طلاقهن أنهن إن كن في بيت من شَعَر حولن الخباء، إن كان بابه جهة المشرق حولنه إلى المغرب، وإن كان بابه جهة اليمن حولنه جهة الشام، فإذا رأى الرجل ذلك عرف أن امرأته قد طَلَّقته.. واتفق أن نزل على ماويَّة وزوجها الجديد أضياف، ولم يكن يوجد لديهما شيء من القرى، فأرسلت ماويَّة جارتها إلى حاتم تطلب منه قرى الأضياف، فامتنع في أول الأمر، ولكنه عاد فعقر ناقتين وبعث بهما إلى ماويَّة.. فأخذت ماويَّة تصيح وتقول: هذا الذي يا حاتم طلقتك من أجله، تترك ولدك وليس لهم شيء.. تريد بقولها أنه متلاف ومسرف بلا موجب.. فقال حاتم الطائي يفتخر بكرمه وجوده: هَلِ الدَّهرُ إلاَّ اليومُ أَوْ أَمسِ أَوْ غَدُكذاكَ الزمانُ بيننا يَتَرَدَّدُيَرُدُّ علينا ليلةً بعد يومهافلا نَحنُ ما نَبقَى ولا الدَّهرُ يَنْفَدُلنا أَجَلٌ إِمَّا تَناهى أَمامُهُفَنحنُ على آثارِهِ نَتَوَرَّدُ * ثم يقول عن نفسه وعن شجاعته:وَمُعْتَسِفٍ بالرُّمْحِ دُونَ صَحابِهِتَعَسَّفْتُهُ بالسَّيفِ والقَومُ شُهَّدُفَخَرَّ على حُرِّ الجَبينِ وزَادَهُإلى المَوتِ مَطرورُ الوقيعةِ مِزْوَدُفما رُمتُهُ حتى أَرَحْتُ عَوِيطَهُوحتى عَلاهُ حالِكُ اللَّونِ أَسْوَدُفَأَقْسَمتُ لا أَمشي إلى سِرِّ جارةٍمَدَى الدَّهرِ ما دامَ الحَمَامُ يُغَرِّدُ * وقال في قصيدة للتي عاتبته على جوده وكرمه:مَهلاً نَوَارُ أَقِلِّي اللَّومَ والعَذََلاولا تَقولي لشيءٍ فاتَ ما فَعَلاولا تَقولي لمالٍ كُنتُ مُهلِكَهُمَهلاً وإنْ كنتُ أُعطي الجِنَّ والخَبلا وسلامتكم...