13 سبتمبر 2025

تسجيل

فشل حكومي وميليشيات وقحة.. وعراق يتهاوى؟

21 مايو 2016

منذ أن اقتحمت الجماهير الشعبية العراقية الغاضبة أسوار المنطقة الخضراء، واجتاحت البرلمان العراقي، وهشمت بعض محتوياته، واعتدت على بعض نوابه، والأوضاع العراقية العامة تسير من سيئ لأسوأ، بعد أن أصاب الشلل مجمل العملية السياسية، فالبرلمان لم يستطع الالتئام ولم يتمكن من تحقيق النصاب، كما أن الحكومة العراقية المشلولة ذاتها قد تعاظم فشلها وانعزالها عن الأحداث وعن ما يدور من غليان متصاعد في الشارع العراقي، أما مؤسسة الرئاسة فهي لم تستفق من سباتها إلا عبر توقيع الرئيس العراقي البروتوكولي فؤاد معصوم أوامر المصادقة على تنفيذ عقوبات الإعدام بحق مدانين بالإرهاب في محاكمات صورية كانت تفتقر للحدود الدنيا من الضمانات القانونية !!، أي أن حملات الإعدام القادمة ستكون المقدمة الموضوعية لخارطة طريق متدهور وبشع يسير فيه العراقيون ويصعدون نحو الهاوية بامتياز! ووسط بوابات الفوضى المفتوحة على أكثر احتمال جهنمي، تبرز العصابات الطائفية لتكون البديل الجاهز عن سلطة متهاوية وضائعة، لقد اجتاحت العراق بعد انهيار مؤسساته الحاكمة الثلاث سلسلة رهيبة من أعمال التفجير المتنقلة والقتل الشامل، وخسر البلد مئات الضحايا من الفقراء المحرومين في الأسواق الشعبية أو التجمعات المدنية في موجة إرهاب هي الأقوى منذ عام 2009 حينما وجه نظام نوري المالكي وقتذاك أصابع الاتهام نحو النظام السوري ومخابراته قبل أن يسحب تلكم الاتهامات بضغوط إيرانية!، عمليات القتل الشامل في العراق هي بكل تأكيد مؤامرة كبرى ذات أهداف طائفية واضحة المعالم والأهداف، وجاءت كرد مباشر على الجماهير المطالبة بالإصلاح والتغيير نحو الأفضل!!، لتؤكد بأن غياب السلطة عن حماية الناس أضحت من طبائع الأمور التي كرست كل معاني الفشل، فوزارة الداخلية التي تقودها ميليشيا مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني هي عصابة بدر التابعة للحرس لم تبد أي اهتمام بحماية الناس وألقت المسؤولية على عاتق قيادة عمليات بغداد!، أما المخابرات فكانت غائبة تماما عن المشهد وبشكل كارثي!، وقوات الشرطة والأمن أضحت مهمتها عد وإحصاء ونقل الضحايا لا أكثر ولا أقل!، أي أن الفراغ السلطوي الرهيب المؤذن بسقوط الدولة كان هو الحاضر والعنصر الفاعل، وكان أداء كتائب حزب الله التي تمثل الحرس الثوري الإيراني هو المتميز في إدارة ملفات صراع طائفي، فقد وجهت تلكم الميليشيات المؤتمرة بأمرة قائد فيلق القدس اللواء الحرسي قاسم سليماني أصابع الاتهام لأهل السنة في تدهور الأوضاع! وهو ما يعكس اتهاما خطيرا ستكون له توابعه التدميرية على مستوى السلام الأهلي الهش، وقد ترافقت تلك الاتهامات المغرضة مع عمليات خطف وقتل على الهوية لأهل السنة، كما أن الميليشيات الطائفية تمارس بشكل علني ووقح تمددا طائفيا وعبر عمليات تطهير طائفية في شمال بغداد وفي منقة بلد تحديدا لإحداث تغيير ديموغرافي خطير يغير من معالم المنطقة ويرسم حدودا طائفية وهمية، ويكرس حالة حرب أهلية حقيرة باتت معلنة عبر استهداف المكون السني وافتعال تفجيرات يذهب ضحيتها العشرات من فقراء الشيعة وإلقاء المسؤولية على عاتق أبرياء آخرين، كما حصل مؤخرا!في كردستان العراق تسير الأمور أيضا نحو نهايات عملية واضحة تسعى لها القيادة الكردستانية من خلال تلويحها الدائم بورقة الاستقلال وحق تقرير المصير والانفصال عن العراق رغم الخلافات الداخلية ضمن إطار البيت الكردي!، العراق يشتعل بنيران المليشيات الطائفية الوقحة، والتطهير الطائفي مستمر بوتائر عالية، لقد فشلت الإصلاحات المنتظرة، أما العراق كوطن وشعب فيبدو أنه في آخر اهتمامات سلطة تحاول ترقيع ذاتها تاركة المجال للعصابات الطائفية الوقحة لتنفيذ أجنداتها الرهيبة.. مستقبل مجهول في وضع هو القمة في العدمية والانهيار.