14 سبتمبر 2025

تسجيل

معطيات السوق قبل اجتماع الأوبك القادم

21 مايو 2014

صدر تقرير سكرتارية منظمة الأوبك حول معطيات السوق النفطية وذلك في 17 مايو 2014، وتبرز أهمية هذا التقرير أنه سيكون أحدث تقرير حول السوق النفطية يمكن أن يستخدم مرجعاً مهما في اجتماع منظمة الأوبك في فيينا بتاريخ 11 يونيو 2014، ولذلك وجدت من المناسب التطرق إلى هذا التقرير وأهم المؤشرات التي يحتويها.ومع اقتراب الاجتماع فإنه من المتوقع أن يكون النصف الأول من عام 2014 تاريخيا، وتكون النظرات متوجهة إلى النصف الثاني من عام 2014، يتوقع أن ينمو الطلب العالمي خلال النصف الثاني من عام 2014 عند 92.1 مليون برميل يومياً، بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا، مقارنة مع النصف الثاني من عام 2013.في مقابل ذلك، فإن الزيادة المتوقعة في الإمدادات من خارج الأوبك وسوائل الغاز ربما تكون في حدود 700 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 55.3 مليون برميل يومياً من الإمدادات من خارج الأوبك و5.85 مليون برميل من سوائل الغاز والمكثفات من الأوبك خلال النصف الثاني من عام 2014،وهذا يعني أن يكون الطلب على نفط الأوبك عند 30.35 مليون برميل يومياً خلال النصف الثاني من عام 2014، أو خفض مقداره 100 ألف برميل يومياً مقارنة مع متوسط الطلب العالمي خلال النصف الثاني من عام 2013 عند 30.45 مليون برميل يومياً.ولكن عند النظر إلى معدل إنتاج الأوبك خلال الأشهر الأولى من عام 2014، حيث بلغ المتوسط 29.8 مليون برميل يومياً، ونقارن مع متوسط الطلب العالمي على نفط الأوبك خلال النصف الثاني من عام 2014 والذي يتوقع أن يبلغ 30.35 مليون برميل يومياً فإن ذلك يعني أن السوق يطلب من الأوبك رفع الإنتاج بمقدار 600 ألف برميل يومياً خلال النصف الثاني من أجل ضمان تحقيق التوازن في السوق، والحاجة ترتفع إلى 800 ألف برميل يومياً، إذا ما أخذنا إنتاج شهر أبريل 2014 في الاعتبار، والتي كانت عند 29.6 مليون برميل يومياً، وهو مؤشر إيجابي بالنسبة لوزراء البترول والطاقة في بلدان منظمة الأوبك قبيل الاجتماع القادم.وهذا أيضاً يقدم تفسيرات معقولة لتطورات السوق النفطية خلال النصف الأول من عام 2014، فقد ثبتت أسعار النفط الخام عند مستويات تفوق المائة دولار، ونفط خام برنت عند 108 دولارات للبرميل، وجاءت المعطيات مقارنة بالنصف الأول من عام 2013، كما يلي: ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.05 مليون برميل يوميا، ليصل مستوى الطلب إلى 90.2 مليون برميل يوميا، ومع احتساب مقدار الزيادة في الإمدادات من خارج الأوبك والمكثفات من الأوبك 1.15 مليون برميل يومياً، فإن الطلب على نفط الأوبك يبقى عند 29.15 مليون برميل، مقابل الإنتاج الفعلي الذي تأرجح حول 29.8 مليون برميل يوميا، وهو ما يعني بناء في المخزون ولكن لابد من التنبيه إلى أمرين أسهما في توازن السوق النفطية، وهي العوامل الجيوسياسية والتي ظلت تهدد الإمدادات في السوق النفطية وكذلك خفض في مستوى المخزون من المنتجات البترولية، مما أسهم في أن يكون مستوى المخزون في البلدان الصناعية OECD ينخفض بشكل طفيف مقارنة بالمتوسط للخمس سنوات الماضية.من أبرز العوامل التي تسهم بشكل فعال في دعم التوازن في سوق النفط هو خفض في إنتاج منظمة الأوبك، حيث انخفض من إجمالي 31.7 مليون برميل يومياً في شهر أبريل 2012 إلى 29.6 مليون برميل يومياً في شهر أبريل 2014، أي خفضا فعليا مقداره 2.1 مليون برميل يوميا نتيجة تأثر الإنتاج في ليبيا، وإيران، وأنجولا، ونيجيريا.الشاهد من كل هذه التحليلات، هو أن السوق يريد إنتاجا أكبر من الأوبك خلال النصف الثاني من عام 2014، وقد عبرت عن ذلك وكالة الطاقة الدولية وبعض وزراء الأوبك، وهو ما يشير إلى أن الأمر يسير أمام معالي وزراء النفط والبترول والطاقة في الأوبك خلال اجتماعهم المقبل، وهو الاستمرار في العمل في السقف الحالي للأوبك عند 30 مليون برميل يومياً والذي أثبت إلى الآن أنه قرار ناجح بالإمكان الاستمرار به على الأقل خلال عام 2014، مع تهيئة الأجواء للعام القادم.