العجوز بلاتر زلة لسان أم خرف وشيخوخة؟

ماذا عسانا نقول عن شخص يعتبر هو قمة الهرم للعبة كرة القدم ولامبراطورية الفيفا، والشخصية الأبرز في عالم كرة القدم باعتباره رئيسا للفيفا، ماذا عسانا نقول عندما نسمع له إجابة جديدة في كل مرة حول استضافة قطر لمونديال 2022، وهذه المرة وقبل يومين فقط، كانت إجابته ردا على صحفي سويسري حول استضافة قطر للمونديال بقول بلاتر : استضافة قطر كانت خطأ.هذه الإجابة وكثير مما سبقها يثبت أن بلاتر قد أصبح بلا سيطرة على ما يزل به لسانه أحيانا من كلمات قد لا تكون في محلها، وبعيدا عن تأويله هو لمعنى هذه الإجابة وما يقصد من ورائها، فإنه قد أعطى للكثيرين فرصة لتأويل إجابته حسب ما يرغبون وما يشتهون، ومما طالعناه من وسائل الإعلام العربية وكيف تناولت بعضها هذه الإجابة لتكون عنوانا للخبر، فلنا أن نتخيل ما فعلته غيرها من وسائل إعلام مقروءة ومرئية ومسموعة في العالم الغربي بل وفي جميع أنحاء العالم، وكيف تناولت هذا الطرح بطريقة أو بأخرى، إيجابية أو سلبية كانت.بلاتر حفظنا الله من زلات لسانه لم يتوقف عند ذلك، وإنما أشار إلى أن استضافة قطر جاءت بموافقة الأغلبية لأعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا، ثم استمر في زلة اللسان عندما تحدث عن الضغط السياسي القادم من برلين وباريس من أجل أن تستضيف قطر المونديال، ولعمري هي من أكبر هفوات العجوز السويسري حيث تحدث عن ذلك وبدون اكتراث وكأنه يتحدث عن سعادته لحضور مباراة ما، أو عن مسابقة ما قريبة، وقد تدارك الفيفا الخطأ بعد أن أصدر بيانا سريعا بعد ذلك، موضحا أن بلاتر كان يقصد من وراء هذه الإجابة أن البطولة يجب أن تقام في الشتاء وليس في الصيف، وأن إقامة المسابقة في الصيف صعبة جدا في قطر نظرا لارتفاع درجات الحرارة وبشدة.وأيضا نظرا لحساسية ما قاله بلاتر فإن الرد جاء سريعا من فرنسا بعد تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية هناك بأنه لا أساس من الصحة لما قاله بلاتر، والرد السريع يثبت أن باريس قد تحسست من الإجابة الغريبة لبلاتر، ومعهم كل الحق في ذلك.للأسف فإن بلاتر بدأ بأخذ منحى غريب وعجيب، ونعتقد بأنه بعد أن قضى ستة عشر عاما في رئاسة الفيفا، وبعد بلوغه الثامنة والسبعين من العمر، فإن التخبط في الحديث قد يكون دلالة أن الوقت قد حان لكي نرى تغييرا في قمة الهرم الكروي، وفي رئاسة الفيفا، ألا توافقونني الرأي!!