18 سبتمبر 2025
تسجيلوُلد توماس عام ١٨٤٧ في ولاية أوهايو الأمريكية، ودرس لعدة سنوات في احدى المدارس الإبتدائية، ولكنه كان يعاني من ضعف في السمع، أثر على مستواه الدراسي. نعته مدرس الصف بالغبي بدون أن يعرف أسباب تدني مستواه. رفضته مدرسته فاحتوته أمه بحنانها وحبها ودعمته في المنزل، وعلمته الكتابة والقراءة حتى أصبح يبحث عن العلم والثقافة بنفسه، بدون أن تفرض عليه المدرسة ذلك. عشق القراءة، فقرأ الكثير من الكتب العلمية والروايات والتاريخ قبل أن يبلغ عامه الحادي عشر. اجتهد وعمل كبائع للصحف في محطة السكك الحديدية، وموظفاً للبريد بعد ذلك.. كان يُحوِّل كل عقبة في طريقه.. إلى درجة، يستخدمها في صناعة سلم نجاحه. وكان يؤمن بأن الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء. في يوم من الأيام مرضت والدته واحتاجت إلى عملية جراحية فورية أثناء الليل، ولكن عدم وجود أي إنارة أثناء العملية، جعلت المهمة صعبة على الطبيب ليجري العملية بدقة. فانتظر حتى الصباح لكي يجري العملية حتى يستطيع أن يتفادى أي أخطاء قد تضر بصحة والدة توماس. لم يستطع توماس أن يتجاهل أو ينسى هذا الموقف، بل بدأ بمحاولة البحث عن طريقة مُبتكرة وحل لهذه المشكلة، بصناعة مخترع يُنير للناس حياتهم ومنازلهم وأماكن عملهم. فعمل بجهد ولكنه فشل في أكثر من ٩٩ تجربة. وفي كل مرة يفشل فيها، كان يتفاءل ويفرح؛ لأنه اكتشف طريقة جديدة تعلمه أن هذه الخطوة غير ناجحة. الرقم ١٠٠ كان رقم التجربة التي نجح فيها توماس أديسون في اختراع أول مصباح كهربائي يغير حياة العالم حتى هذا اليوم. هناك الكثير من أشباه أديسون في عالمنا، لكنهم يختبئون ويتقوقعون حول أنفسهم بعد كل فشل، ويشعرون باليأس والإحباط من أول مرة، متجاهلين معهم كل التجارب التي قد تنجح في المرات القادمة. يقول أبو الطيب المُتنبي: على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها.. وتصغر في عين العظيم العظائم. سنواجه في حياتنا الكثير من المصاعب، والتجارب الفاشلة، والعوائق، والكلمات المُحبطة، وسنجد ربما من يعتقد أننا غير قادرين على تحقيق النجاح. لكن ردة أفعالنا تجاه كل فشل يعود لنا نحن.. فإما أن نحول هذا الفشل إلى هموم نراكمها على قلوبنا، أو نحوله إلى حماسة وطاقة تُطلقنا إلى الأمام.. لنجرب، ونجتهد، ونثابر حتى نصل إلى ما نطمح إليه.. يقول نابليون بونابارت: (الإرادة القوية تُقصر المسافات)