14 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وفلسطين مواقف الثبات على المبدأ والحق

21 أبريل 2023

حذر معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية من محاولة الاحتلال الإسرائيلي فرض واقع جديد في الأقصى في حوار مع التلفزيون القطري. دعم صمود الفلسطينيين للدفاع عن حقوقهم، كما أكد معاليه، على رأس أولويات دولة قطر. وأشار إلى أن قطر سعت لمنع التصعيد في الأراضي الفلسطينية خلال شهر رمضان الكريم. وتابع بأن ما جرى من انتهاكات إسرائيلية خلال شهر رمضان في القدس يعد إنذارا خطيرا من خلال فرض واقع جديد لتغيير المكانة التاريخية للمسجد الأقصى وهو أمر غير مقبول. وشدد على أنه إذا كانت الدول العربية والإسلامية صمتت على التصرفات الإسرائيلية، فإن القضية الفلسطينية لن يكون لها قيمة إذا فقدنا المسجد الأقصى. وفي نفس السياق أشار معاليه إلى اعتداء جنود الاحتلال على المصلين واصفا ما جرى بأنه «وحشي وهمجي» وأكد أن العالم يتعامل بـ»ازدواجية معايير» حيال ما جرى في المسجد الأقصى المبارك مؤخرا من انتهاكات وأضاف: «الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، ومحاولة تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى عبر منع الاعتكاف والاعتداء على المصلين وتطبيع الاقتحامات وصولاً للفصل الزماني أو المكاني في المسجد هو أمر لا يمكن القبول به يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه حماية حقوق الشعب الفلسطيني مؤكدا أن اقتحامات القوات الإسرائيلية والمستوطنين المتكررة للأقصى أدت إلى توتر واشتباكات في أنحاء الأراضي الفلسطينية والداخل المحتل، بالإضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية من لبنان وغزة وسوريا. بهذا الموقف القطري الأخير يتأكد الأشقاء العرب والمسلمون والرأي العام العالمي أن المواقف القطرية بتوجيه حكيم من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد حفظه الله لم يطرأ عليها أي تغيير مهما تقلبت شؤون العلاقات الدولية وتحولت مراكز القوى العالمية والإقليمية لأنها مواقف ثابتة تستند أولا الى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ثم إن منطق الكيل بمكيالين لم يعد يحتاج الى المزيد من الأدلة لأن ما يسمى النظام العالمي هو أساسا نظام جائر قيس على مصالح الأمم القوية الغالبة وتحرك آلياته السياسية والدبلوماسية والإعلامية قوى الطغيان واستعباد الأمم المستضعفة ولم تتردد دولة قطر في ربط القول بالفعل فكانت المساعدات القطرية الأخوية تتعاقب على الضفة والقطاع بل وكان صوت قطر في المحافل الدولية والأممية صوتا مدويا وعاليا لنصرة فلسطين ومساندة مقاومتها المشروعة للاحتلال وللميز العنصري ولممارسات القمع والقتل والاغتيال والتنكيل. وفي نفس السياق أصدر المركز القطري للصحافة بيانا جاء فيه: «اعتدنا سنويا مع كل رمضان أن تباشر سلطات الاحتلال باستفزاز مشاعر المسلمين باقتحاماتها المتكررة للمسجد الأقصى، وما ينتج عن ذلك من اعتداءات وجرائم ترتكبها قوات الاحتلال بحق المصلين العزل في المسجد المقدس وتابع: «إضافة إلى الجرائم الأخرى التي تستهدف السكان المدنيين في مدن فلسطين، كان آخرها ما وقع يوم الثلاثاء 20 رمضان 1444هـ الموافق 11 أبريل 2023 وتسبب في إصابة عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم بالضفة الغربية المحتلة ولفت إلى اقتحام قوات الاحتلال، المخيم وإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين ومنازلهم ما أدى لاندلاع مواجهات أصيب خلالها العشرات بحالات اختناق كما هاجم مستوطنون بحماية قوات الاحتلال منازل مواطنين عرب في بلدة الخضر جنوب بيت لحم كما أشار إلى جرائم المستوطنين تجاه الفلسطينيين المدفوعين بخطاب الكراهية من جانب الاحتلال ورشق منازل الفلسطينيين في منطقة أم ركبة وهم يرددون الموت للفلسطينيين فضلا عن استفزازاتهم المفتعلة مع قطاع غزة وشدد المركز القطري للصحافة على تحميله المسؤولية للمجتمع الدولي من أجل الضغط على الاحتلال لوقف هذه الممارسات التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب التي تهدد المنطقة والعالم. ومن الحقائق الجديدة على ساحة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن بلوغ حكومة يمينية عرقية الى سدة حكم إسرائيل أصبح يشكل هاجسا مرعبا لحلفائها التقليديين الى درجة أن الرئيس بايدن ينصح ناتنياهو بمنع المستوطنين من اقتحام الأقصى والى درجة أن رئيسة المفوضية الأوروبية صرحت لمجلة (لكسبريس) الفرنسية «بأن انحرافات اليمين الإسرائيلي تمثل خطرا على «الديمقراطية الإسرائيلية» وبالتالي على التوازنات التقليدية في منطقة الشرق الأوسط». والذي يهمنا في هذا المقال هو أن قطر تظل وفية في هذه التحولات لمبادئ السلام والحق والعدل والأمن الدولي.