15 سبتمبر 2025

تسجيل

البشرية تستخدم سلاح النكتة ضد الكورونا

21 أبريل 2020

عند وقوع الكوارث الجماعية، تسود حالة من الهلع الجماعي لحين من الزمان، وإذا طال أمد الكارثة، تسود حالة من قبول الأمر الواقع مصحوبة بالترقب، ووقتها هناك من يفكر بمنطق "الموت مع الجماعة عرس"، وفي هذه الأيام ولأول مرة في التاريخ، يجد الجنس البشري بأجمعه نفسه في خندق مشترك ضد عدو مشترك، في معركة يقوم فيها العدو "الكورونا" بالهجوم، بينما الناس عاجزون عن القيام بهجمات مضادة حتى باتباع أساليب دفاعية فعالة، ولهذا يكتفون بالبحث عن طرق تفادي تلك الهجمات وتقليل أعداد الضحايا وعموما فإن طول الجرح يغري بالتناسي، وكلما طال أمد أزمة ما ابتكر الناس وسائل للتعايش معها، وتقل تبعا لذلك حالات التوتر والهلع وترقب المجهول، ثم يشرع الناس في شهر سلاح النكتة من باب التنفيس ورفع المعنويات، وهناك من يحسب ان رواج النكات عن الكورونا وما يستوجبه انتشار المرض من الأخذ بأسباب الوقاية منها استخفاف به؛ بينما إذا دققنا النظر والفهم لتلك النكات نكتشف ان معظمها ينتقد أوضاعا اجتماعية وسلوكية شديدة التفشي، خصوصا في مجالات العلاقات الاجتماعية بصفة عامة والزوجية والأُسرية بصفة خاصة وبعد ان أصبح من الثابت ان الكورونا مرض قاتل وسريع العدوى، تفشت النكات حول المرض وما استوجبه من انحباس الناس في البيوت، وأكرر بأن ذلك لا يمثل هربا من الكارثة، بل هو سلاح لرفع المعنويات وقبول الأمر بدون جزع، ولا شك ان المعنويات العالية تعزز جهاز المناعة، ومعلوم ان الشعوب المقهورة تستخدم النكتة سلاحا في أوجه الطواغيت ومنعا للاستسلام لليأس ولعل أبلغ نكتة سياسية هي تلك التي رواها الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير عندما سألوه في ذات لقاء تلفزيوني ما إذا كان يتابع النكات التي يؤلفها معارضوه فقال إن أكثر نكتة أضحكته تلك التي تروى عن مصلين في ذات مسجد في يوم جمعة عندما دعا الامام الله قائلا: اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، فصاح فيه أحد المصلين: يا شيخنا هو سلط وخلص.. أسأله ان يرفعه عنا. أكثر النكات رواجا خلال فترة الانحباس في البيوت بأمر الكورونا كانت حول ما نجم عن ضرورة بقاء الرجال في البيوت لتفادي الكورونا، والملاحظ ان تلك النكات على طرافتها تشي بأن الرجال أكثر ميلا الى الصياعة، وبأن الزوجات بدورهن يعانين من الوجود المستمر للأزواج في البيوت لأنهم ينتزعون منهن سلاح النقنقة والشكوى، وخذ مثلا ما هو متداول عن رجل يقول: بعدما تنتهي هوجة الكورونا لن أدخل البيت الا للضرورة القصوى، وبالمقابل هناك من يشجع الرجال على الجلوس تنابلة في البيوت لماذا؟: شوف مزايا الخمول وقعدة البيت: الأرنب دائما يقضي عمره كله يتقافز ويعيش فقط 8 سنوات، والكلب يجري ويلهث على الدوام ويعيش 12 سنة، في حين ان السلحفاة خاملة وقليلة الحركة وتعيش 200 سنة وإليك طائفة من الأقوال والوقائع المفبركة في الحرب النفسية على الكورونا: = يا سيدتي عاملي زوجك كأنه ابنك!! فتتساءل: يعني الضرب ممكن يجيب نتيجة؟ = البس الكمامة وانت داخل البيت مش عشان الفيروس، عشان تبطل تأكل = بيت الزوجية ملك للزوجة وغضبت من الزوج وطلبت منه مغادرة البيت فصاح: يا مسكينة انا الآن قاعد هنا بقرار حكومي = قالت امرأة: الرجال مثل الملح، بدونهم البيت مسيخ، ولكن وجودهم المستمر فيه مثل الزيادة في الملح؛ يرفع ضغط الدم = شكا الزوج بصوت مسموع من أن الدنيا بنت كلب وانقلبت الأمور في آخر الزمن وصار الرجال يلزمون بيت الطاعة، فهمهمت زوجته: يا حليلي أنا المحاصرة بين خمسة حيطان فتساءل الرجل في سره: يا ربي الحيطة الخامسة جات من وين؟ تشاكسوا أيها المتزوجون بلطف حتى تعدي هذه الجائحة ولا تجعلوا الأمور تصل الى حد القطيعة وتذكروا ان دراسات محكمة تفيد بأن أعمار المتزوجين أطول من أعمار العزاب بنسبة 30% ‏[email protected]