18 سبتمبر 2025
تسجيلكما هو متوقع، وردا على إصرار المعارضة السورية على إنهاء أي دور لرئيس النظام السوري المجرم من خلال هيئة حكم انتقالية تبعده نهائيا عن أي دور مستقبلي في سوريا، لجأ النظام الإرهابي للتصعيد الإرهابي، وعبر شن غارات إجرامية قذرة ضد المدنيين السوريين، مكرسا منهجه العدواني الفظ، ومؤكدًا على طبيعته الإرهابية الحاقدة ومتسلحا بقوة حلفائه الإرهابيين في طهران وموسكو وبقية العصابات الطائفية الوقحة القذرة من لبنان والعراق وأفغانستان وسقط متاع الدنيا!ففي الشرق القديم، تدور اتصالات، وتنشط حركة تنقلات الدول الكواسر، وتطرح السيناريوهات، وتطلق التصريحات التهديدية أو المتفائلة، فيما تستمر جيوش الدول والطوائف بالتدفق على أرض الشام محولة إياها إلى قطعة من الجحيم، فالحرب في الشمال السوري قد تصاعدت بشكل مضطرد مع مفاوضات السلام الضائع في جنيف، والتي لم تحقق تقدما واضحا ولا اختراقا خطيرا في ظل ثبات الموقف الميداني واستمرار معارك فرض الإرادة والحل عبر تصعيد الصراع العسكري من طرف النظام السوري وحلفائه دون القدرة على الحسم أو الوصول إلى أي نتيجة يمكنه من خلالها فرض شروطه التي باتت مرفوضة بالكامل من قوى المعارضة المسلحة ومن جميع الثوار السوريين، فبقاء رأس النظام في السلطة وإجهاض موضوع قيام حكومة انتقالية تنهي الوضع السوري البائس وتؤسس لعملية سياسية سورية تنهي الدكتاتورية والاستبداد، هو أمر مخالف لروح وأسس المفاوضات، فحظ النظام في البقاء والاستمرار معدوم بالكامل بعد خمسة أعوام من القتل والتدمير وركوب الرأس والإيغال في جريمة استئصال السوريين، والنظام حينما جاء للتفاوض فقد جاء وفق أجندة لا تعتمد أي حلول واقعية ويعتمد على التسويف والمماطلة وإطالة الوقت واستعمال أقصى درجات المناورة والدبلوماسية المخادعة لإتاحة الفرصة للحلول العسكرية والأمنية التي يؤمن بها بعد أن استنفر حلفاءه المحليين في لبنان والعراق والدوليين في إيران وروسيا من أجل تشديد ضرباتهم ضد المناطق السورية الخارجة عن سطوة ووجود النظام منتهكا كل قواعد الهدنة المتفق عليها، وخارقا كل التعهدات كعادته الدائمة، ومحاولا فرض وقائع ميدانية جديدة تدعم مطالبه وتعزز رؤاه، وهو ما فشل فيه بالكامل، فالحليف الإيراني اتبع مختلف الوسائل لإدارة وتغيير خارطة الصراع دون جدوى، بل إنه لم يتردد أبدًا عن توسيع وجوده العسكري من خلال إرسال قوات النخبة في الجيش الإيراني ممثلا في اللواء 65 الذي قدم خسائر بشرية كبيرة في أول أيام تدخله! وهو ما وضع القيادة العسكرية الإيرانية في موقف حرج، فالحليف الميليشياوي (حزب الله) اللبناني تلقى هو الآخر في معارك ريف حلب الجنوبي خسائر موجعة بعضها كان بسبب (نيران صديقة) من الطائرات الروسية! التي قتلت نيرانها أعدادا من مقاتلي الحزب! بينهم قائد عملياته في الشام، وهو الأمر الذي دفع بالقيادة الإيرانية لإرسال مدير العمليات الخارجية في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني لموسكو من أجل الإسراع في تسلم صفقات الصواريخ المضادة للجو، وكذلك مناقشة سير العمليات ووضع قواعد للاشتباك ولإدارة المعركة تمنع الطيران الروسي من قصف القوات الحليفة من الميليشيات المؤيدة لنظام الأسد، في مقابل تلك التطورات جاءت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر خلال زيارته غير المعلنة لبغداد، والتي جاء فيها بأن الحل في سوريا قد اقترب! لتضيف إلى مشهد التشابك السياسي والعسكري السوري غموضا وتساؤلات عديدة؟ فما طبيعة الحل الذي بشر به وزير الدفاع الأمريكي وبتوافق مع الإدارة الروسية؟ هل هو تغيير شكلي في قمة النظام تتيح إنتاج شخصية جديدة تحل محل بشار أسد الذي سيتم ترحيله للمنفى مع ضمانات لحصانته من المساءلة القانونية؟ أم أنه نوع آخر من الحلول؟ كل الاحتمالات قائمة على المستوى الدبلوماسي!