16 سبتمبر 2025
تسجيلاللغة السياسية لإيران عقب إطلاق عاصفة الحزم مضطربة وغير متوازنة، ولا تتمتع بالكياسة أو الدبلوماسية المطلوبة في التعاطي مع الأحداث والمتغيرات، وذلك يكشف عن تخبط ومفاجأة في رد الفعل العربي تجاه التدخلات الإيرانية السافرة في قضايا المنطقة، وكما صرح مسؤول برلماني من قبل بزعم سيطرة بلاده على أربع عواصم عربية، امتد الهذيان إلى أعلى المستويات كما يتضح في تصريحات آية الله علي خامنئي.خامنئي استنكر ما أسماه التدخل العسكري السعودي في اليمن، واصفا إياه بالإبادة الجماعية، وقال إن "السعودية لن تخرج منتصرة من الحرب في اليمن"، وواصل قوله بأن "عدوان السعودية على اليمن وشعبه البريء خطأ. وقد أرسى سابقة سيئة في المنطقة.. هذه جريمة وإبادة جماعية يمكن أن تنظرها المحاكم الدولية"، وأضاف أن السعودية ستتلقى الضربة فيما يحدث في اليمن، ويمرغ أنفها في التراب، وأن أمريكا ستتلقى هي الأخرى ضربة وتهزم في اليمن.وفي لغة السوق يبدو أن هذه الأخيرة الخاصة بأمريكا تسمى بلغة السوق "فوق البيعة"، وذلك يقودنا إلى تعزيز فكرة التخبط في الخطاب السياسي الإيراني عقب العاصفة، فلا مبرر حقيقي للتدخل الإيراني في شؤون دولة عربية، ولا يربطها بها جوار أو ثقافة أو لغة أو أي من المشتركات المؤثرة التي تدعم فكرة التدخل حتى ولو بحد أدنى، ويقين قادة غيران بافتقادهم للمسوغ السياسي والعسكري والأمني في اليمن يجعلهم ينفجرون بلغة لا تخلو من الانحطاط.ليست إيران بقادرة على تمريغ أنف أحد، وقد اعتاد العالم هذه اللغة الاستهلاكية والخطاب الفوقي المكرر الذي انتهى بهذه الدولة إلى شر متجسد يهدد أمن المنطقة والعالم، وما يحدث في اليمن ليس شأنها وإنما هو شأن عربي خالص لا علاقة له بها من أي زاوية كانت، إلا زاوية واحدة خطرة وغير سليمة، وهي الزاوية المذهبية لمناصرة فصيل صغير لا يرقى لأن يكون مؤثرا في المسار السياسي اليمني إلا بقدر الشغب الذي أحدثه وأوصل اليمن إلى النفق المظلم ما يتطلب التصحيح بحسب مجريات عاصفة الحزم.على إيران أن تثبت أنها جار صالح ويؤمن باستقرار دول المنطقة، والكف عن اللغة السوقية التي يتم خطاب دول المنطقة بها، وقد انتهى عهد الفوضى التي تخدم مشروعاتها التوسعية غير المشروعة واختراق أمن وسلامة المجتمعات العربية من المحيط إلى الخليج، وعليها أن تعي درس العاصفة لأنه آخر درس لها ولأتباعها.