15 سبتمبر 2025

تسجيل

كن مع الله في الرخاء

21 أبريل 2015

عشنا قبل أسابيع أجواء جميلة ممطرة، فعم قلوبنا الفرح وأنفسنا الراحة والانشراح، وقبل أيام قليلة جاءتنا موجة غبار ورياح قوية فانقلب حالنا إلى خوف وقلق . ولكن لنتذكر حالنا حين كانت الأجواء جميلة والكثير منا غارقون في ما لا يرضي الله، نسوا واجباتهم وأسرفوا على أنفسهم، نرى أصوات الموسيقى قد تعالت والأيدي لم ترفع لحمد الله على ما أنعم من خير، وحين ساءت حالت الطقس نرى الحال انقلب إلى خوف ورجاء ودعاء وقرآن، وحين اعتدل الجو نسوا ربهم مرة أخرى، هل هي مواسم نتقرب فيها من الله فقط وننساه في أخرى ؟ أم ننتظر المصائب والبلايا حتى نتقرب إلى الله ؟ ولنقس حالتنا مع الطقس في كافة أعمالنا في الحياة . نرى الصحيح يعصي الله وحين المرض يتوب، ونرى الغني يسرف على نفسه وحين تأتيه مصيبة يتوب .. فنربط الموسيقى المحرمة بالأفراح، والقرآن بالأحزان، نلعب طول العام وندعو الله في وقت الاختبارات، وغيرها الكثير، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي " تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة " فهي سنة ربانية من الله . كن مع الله في الرخاء يكن معك في الضيق والمرض والكرب . تخيل معي هذه القصة "كان هناك شخص يسيء دائما إلى صديقه ولا يحترمه ودائما يخالف كلامه ويزعجه ويفعل ما لا يحب، وذات يوم تعرض لمصيبة، واتصل بصديقه وطلب المساعدة، ترى كيف ستكون ردة فعل صديقه ؟ " أترك لكم تكملة بقصية القصة، ولكن حين نتعامل مع الرحمن الرحيم، فهو معنا في الرخاء والشدة، ففي الرخاء فرح وسرور، وفي الشدة صبر وأجور . ولكن إياك والتعدي على محارم الله في السرور بالمعصية ونكران المعروف، وفي الشدة بالتذمر وعدم الصبر، فأنت الخاسر في النهاية . فلا تكن كاللذين قال فيهم رب العزة ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ( 65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) ) فهؤلاء دعوا الله في الشدة وحين نجاهم إذا هم يكفرون بالنعم، فقال لهم الله فسوف يعلمون ففي هذه الجملة تهديد ووعيد . فلنراجع صفحات حياتنا في سعادتنا كيف كنا ووقت مصابنا أين كنا، هل أدينا حق الله في الرخاء ليعيننا في القوة . ولنفتح صفحة جديدة في حياتنا ولنراجع علاقتنا مع الله، فلتكن علاقتنا مع الله غير مرتبطة بحالنا، فلنكن مع الله في كل حال، فقد منَّ علينا أن جعل كل أمورنا خيرا ففي السراء أجر وفي الضراء أجر، إذا كنـت في نعمـة فارعـها * فإن الذنـوب تـزيل النعـم *وحطهـا بطاعة رب العبـاد * فرب العـباد سريـع النـقـم .