02 أكتوبر 2025

تسجيل

الثقة بالله

21 أبريل 2013

هل تفكرت يوما عزيزي القارئ في مدى ثقتك بالله وتوكلك عليه في كل أمورك؟ وهل رب العالمين هو آخر من تلجأ إليه إذا سدت كل الأبواب فى وجهك؟ تذكر معي آخر أزمة وقعت بها وكيف كانت ثقتك بالله؟ وهل كان سبحانه وتعالى أول من لجأت اليه وسجدت بين يديه سبحانه وبكيت بكاء الواثق في أنه لا أحد يملك دفع الضر عنك سواه وحده لا شريك له. يقول فى ذلك العلامة ابن قيم الجوزية: التوكل على الله والثقة به من أعظم الأسباب التي يحصل بها المطلوب ويندفع بها المكروه. إن الثقة بالله هي تعلق القلب بالله ونزع الثقة بالمخلوق مهما بلغ مركزه مع بذل الأسباب الشرعية فالثقه بالله ترتبط بحسن الظن به: "أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".  فما أحوجنا اليوم إلى هذه الثقة لنعيد بها توازن الحياة المنهار فما أحوجنا الى أن نصل الى ثقة سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار فقال بعزة الواثق بالله: "حسبنا الله ونعم الوكيل".  فجاء الأمر الإلهي "يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم". الثقة بالله تجدها في امنا هاجر عندما ولى زوجها وقد تركها في واد غير ذي زرع صحراء قاحلة وشمس ملتهبة ووحشة قائلة: يا إبراهيم لمن تتركنا؟ قالتها فقط لتسمع منه كلمة يطمئن بها قلبها فلما علمت أنه أمر إلهي قالت بعزة الواثق بالله: إذاً لن يضيعنا الله، ففجر لها ماء زمزم وخلد سعيها ولو أنها جزعت وهرعت لما كان الاسلام وما كان اسماعيل جدا لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام وما تنعمنا اليوم ببركة ماء زمزم. الثقة بالله تجدها في أولئك القوم الذين قيل لهم "إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم" ولكن ثقتهم بالله أكبر من قوة أعدائهم وعدتهم فقالوا بعزة الواثق بالله "حسبنا الله ونعم الوكيل" فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ويكون السؤال الكبير الملح علي دائما: هل نحن بهذه الثقة بالخالق الذي يقول للشيء كن فيكون أم اننا نحزن ونخاف على كل شئ، على المستقبل، والصحة والرزق والاولاد، والعمل، هل لدينا الثقة بأن الله لا يخيب ظن العبد بربه وانه يستحيي أن يرد دعوة الداعي اذا دعاه. ويحكى انه جاءت امرأة الى سيدنا موسى عليه السلام وقالت له: يا نبي الله ادع لي ربك أ ن يرزقني بولد صالح يفرح قلبي، فدعا سيدنا موسى عليه السلام ربه أ ن يرزق تلك المرأة طفلا فأجابه الله عز وجل: اني كتبتها عقيما. فقال سيدنا موسى عليه السلام: يقول الله عز وجل: اني كتبتها عقيما. فذهبت المرأة وعادت بعد سنة فقالت يا نبي الله ادع ربك أن يرزقني بطفل صالح، مرة أخرى دعا سيدنا موسى عليه السلام ربه أن يرزقها بولد فقال له عز وجل: اني كتبتها عقيما، فقال لها نبي الله موسى عليه السلام: يقول الله عز وجل اني كتبتها عقيما، وبعد سنة رأى سيدنا موسى عليه السلام تلك المرأة وهي تحمل طفلا على ذراعيها فقال لها: من هذا الطفل؟ قالت: هو ابني، فكلم سيدنا موسى عليه السلام ربه وقال له: كيف يكون لهذه المرأة طفل يا رب وقد كتبتها عقيما؟ فقال له الله تعالى: كلما قلت "عقيم" هي تقول "رحيم" فطغت رحمتي على قدرتي.. "سبحانه انه أرحم الراحمين" ورغم أن كثيرا منا يدعو الله ولكن هل ندعوه وقلوبنا مملوءة ثقة بقدرته وعظمته؟ فما أحوجنا في هذه الأيام وخاصة ما نسمعه أو نقرؤه على الفيس بوك وبعض التغريدات ومن شتى الوسائل الاعلامية المختلفة من تهديدات سواء من كوريا أو امريكا وايران بالمفاعلات النووية وتلوث مياه الخليج ومن الزلازل والهزات الارضية التي سمعنا بها في الأيام القليلة التي مضت لذا نحن في احتياج الى الثقة به سبحانه وأن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خليجنا الآمن والمستقر وأن ينصر أهل سوريا ويرفع عنهم الظلم والبطش فوالله ما نراه في سوريا من خراب ودمار، من تشريد للأطفال وترميل للنساء يجعلنا في أشد الاحتياج الى الثقة في الله عز وجل والثقه بأن بطش ربك لشديد ونقول أخيرا: زد في جبروتك يا بشار وزد فى ظلمك وبطشك ايها الظالم فبكل ثقة في الله وقدرته، ويقيننا انه ستاتي ساعة عما قريب ينصر فيها المظلوم ويحقق فيها العدل على الأرض لأن الله ليس بظلام للعبيد، اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين اللهم احفظ خليجنا، اللهم احفظ قطر بلد الامن والامان والاستقرار اللهم آمين. وسلامتكم.